السياسة والأخلاق كالزيت والماء: قد يجمعهما إناء واحد ولكن لا يمكن أن يمتزجا إطلاقاً، أبداً! والدول المتحدة الأميركية ـ وليست الولايات ـ خير مثال على ذلك؛ فبينما يعد شعبها من أرقى الشعوب أخلاقاً واحتراماً للقوانين وأكثرها عملية وحيوية وخفة دم، تمثل إدارتها السياسية النقيض تماماً؛ حيث يحكمها حزبان أحدهما "تنتون" والآخر "تنتن"، وكلاهما "نتن/ياهوووه" على رأي "حمدي قنديل الرصاص باشا"! وبينما يتنفس شعبها النجاح فإن السياسة الأميركية تطبق مقولة حليفها الزميل/ "تشرشل": النجاح هو أن تنتقل من فشل إلى فشل دون أن تقع!

وسيحسم سباق "التنتنة" اليوم لصالح الزميل/ "براك بن حسين أوباما" ـ ما لم يترافس "تنتون" و"تنتن" نهاية المباراة ـ لأنه أكثر مصداقية في حفظ أمن إسرائيل الذي صرح بحسم لا يقبل "الخمبقة" بأنه "خط أحمر"؛ ولهذا سلم العراق لإيران مقابل أن تطيل الصراع في سورية إلى نهاية "الانتخمبات" على الأقل! وقد وفت إيران بالتزامها على أكمل وجه: هل تذكرون السفينتين الحربيتين الإيرانيتين اللتين رصدتهما إسرائيل في فبراير 2011م وأمنت عبورهما إلى النظام القاتل في دمشق؟ وكان "أوباما" قبلها في ديسمبر 2010م قد أعاد السفير الأميركي ـ الذي سحبته الإدارة السابقة 2004ـ منتهزاً عطلة الكونجرس الرسمية! بمعنى أن الإدارة الأوبامية كانت تخطط لإبقاء نظام الأسد ـ كونه الأخلص لأمن إسرائيل ـ لكنها فوجئت بصمود الشعب السوري البطل؛ فلجأت إلى حيلة توزيع الأدوار مع روسيا والصين؛ ليقوم "الدب الروسي" بدور "محمود المليجي"، كما في البوسنة، وبدور "عادل أدهم" كما في "ليبيا"!! مقابل "أحمد رمزي" (فرنسا) و"فريد شوقي" (بريطانيا)! وقد بلغت الحبكة منتهاها "النتن" في المؤتمر المشترك الذي عقد مؤخراً بين وزيري خارجية "فرنسا" و"روسيا"!

أما الصينيون: فلكثرتهم وتطابق ملامحهم هم خير من يوفر مجموعات "الكمبارس"! ولمن يستهين بـ"الكمبارس" ــ لاسيما في تصميم المعارك الطاحنة ــ يحكي "مصطفى العقاد" كيف هجم "الكمبارس" في فيلم "الرسالة" على ممثل دور "وحشي بن حرب" قبل أن يسدد الحربة نحو "حمزة"!

ولتتأكد أنهم "دافنينه سوا" تذكر المظاهرات المناهضة للرئيس الروسي المنتخب "فلاديمير بوتين" كيف اشتعلت فجأة وكيف انطفأت بقدرة قادر؟ وتذكر أن الصين هي المتضرر الأكبر من جدولة الديون الأميركية! واربط ذلك بإصرار أميركا على مناقشة الأزمة السورية في مجلس الأمن، وهي تعرف النتيجة مسبقاً، والعالم يعرف أنها ضربت العراق رغم أنف المجلس ومن جلس لها فيه!

أما تصريح "المهايطية" الكبرى/ "هيلاري" عن تسرطن التطرف والإرهاب في صفوف "الجيش السوري الحر" فيشير إلى أن "التنتنة السياسية" واثقة من فوز "أوباما" فبدأت تستعد لتخبيص العالم من جديد ـ بلغة البالوت ـ وتوزيع الأوراق على الأبطال؛ وسينتهي الفيلم ـ كالعادة ـ بغلبة الوحش/ "فريد شوقي" على "المليجي" الشرير، بعد معركة مفتعلة يقوم بها "الدب/لير"!

وإلى اللقاء في فيلم أكشن قادم!