جميل أن تعمل لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم بجدية، على إعادة الخارجين عن الروح الرياضية إلى جادة الطريق، لكن لا يبدو جميلا أبدا أن يكون من بين قراراتها، إجبار من يتبع إليها على هجر الكرة، فهي لجنة (تأديبية) أكثر منها سلطة تأمر وتنهى بتسلط، مشوار أي لاعب أو إداري أو حكم. قرار اللجنة الأخير بحق الحكم تركي الخضير وتغريمه أربعين ألف ريال نظير تصرفه (غير المقبول) مع لاعب الفيصلي عبدالله المطيري، يعني نهاية علاقة الحكم باللعبة.

صحيح أن لجنة الانضباط طبقت في الخضير موادها الخاصة بكل مخل بمبادئ اللعب النظيف، لكن لا تبدو العقوبة مناسبة في حق حكم محلي رغم ما ارتكبه من خطأ كبير لا اختلاف حوله، فهو-أي الحكم- لا يحترف التحكيم كمهنة أساسية ولا يتقاضى من اتحاد القدم أو لجنة الحكام، المبالغ المالية المناسبة نظير إدارته مباراة أو اثنتين في الأسبوع بعيدا عن أسرته وأهله.

تغريم حكم بهذا المبلغ أو بأقل منه بكثير، يعني أن عليه أن يبدأ من الآن (قبل استئناف القرار) في البحث عن مجال آخر وأن ينهي علاقته بالصافرة وكرة القدم.

لا نريد أن نحكم بما تريده لجنة الانضباط (بالضبط) من هذا القرار، لكن من الواضح أنه بداية لعقوبات كثيرة متسلسلة تنتظر الحكم، حتى يستسلم ويرفع يديه تماما عن التحكيم، فبعد (ضربة الانضباط) سيكون أمامه الاستعداد لتحمل سياط أخرى معلنة وغير معلنة من لجنة الحكام.