هو رجل دولة، ولكنه في الوقت ذاته دولة في رجل.. هو سلمان بن عبد العزيز، الشخصية التي اختارها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لولاية العهد في البلاد خلفا للأمير الراحل نايف بن عبد العزيز. عندما تشير الساعة إلى السابعة صباحا، فهذا يعني أن وقت الصالح العام
قد بدأ، فهو رجل يعمل بصمت، ويعشق الانضباطية بالوقت. لم يحدث يوما أن تأخر الأمير سلمان بن عبد العزيز عن مباشرة عمله في إمارة منطقة الرياض التي قضى فيها ما يزيد على 5 عقود، وكانت بداية دخوله المعترك السياسي، فأدار دفة الحكم في العاصمة السياسية للبلاد بحنكته المعهودة، وتجاوز بالرياض المدينة والمنطقة حاجز الزمن ليضعها في مصاف العواصم العالمية، قبل أن يقع اختيار الملك عليه كوزير للدفاع في نوفمبر الماضي. أينما يذكر سلمان، يذكر الوفاء، ولعل ملازمته للأمير الراحل سلطان بن عبد العزيز أيام مرضه، من أشهر الأمثلة التي
لا ينساها السعوديون لوفاء هذا الرجل، وهي ليست الأولى بطبيعة الحال، ولن تكون الأخيرة. أكثر ما يميز الأمير سلمان الابن الخامس والعشرين للملك المؤسس، أنه كتاب مفتوح، يعلمه الجميع ولا يجهله أحد. وعلى صعيد الأسرة الحاكمة يعتبر سلمان أكثر الأمراء الذين يلجأ إليهم لأخذ المشورة والنصح، كيف لا وهو "الناصح الأمين" الذي ظل وفيا لجميع الملوك
السعوديين، ولا أدل على ذلك من حرصه الشديد لتوثيق تاريخهم ملكا بعد آخر، وفاء لهم. الأمير سلمان بن عبد العزيز، المولود في 31 ديسمبر 1935 ، هو ثاني أمير سعودي يجمع بين وزارة الدفاع وولاية العهد، بعد الأمير الراحل سلطان بن عبد العزيز، محملا بذلك مسؤولية تنوء بالعصبة، ومنذ توليه وزارة الدفاع حرص على تفقد كافة قطاعات القوات المسلحة في غالبية مناطق البلاد، قبل أن يوجه بوصلة الزيارات للخارج لتعظيم القوة الدفاعية للمملكة في مواجهة التحديات المحيطة بها.
كثيرة هي الملفات التي تنتظر سلمان، داخليا وخارجيا، وسط إيمان من الجميع بقدرة هذه الشخصية المنضبطة على إحداث علامة فارقة في تاريخ الدولة، ومواصلة مسيرة الإنجازات التي بدأها أسلافه.