صالح إسماعيل القيسي
(أحسن الله عزاءك وعزاءنا في نايف بن عبدالعزيز) هكذا وصلتني هذه الرسالة عبر برنامج الواتس أب الذي شكل قناة من قنوات الأخبار العاجلة الهامة عبر العالم، بين مصدق ومكذب، فتحت التلفاز الرسمي لأجد بيان الديوان الملكي الذي ينعى فيه نايف الأمن رحمه الله.
مصيبة فاجعة ألقت بظلالها على الكل، فهول المصيبة أوقف صرير الأقلام وتناسق الحروف ليصعب نظم الشعر ورصف الكلام ويعجز اللسان عن التحدث، فلم نجد سوى ترديد عباراتنا المستوحاة من عقيدتنا الإسلامية "إنا لله وإنا إليه راجعون" ولا حول ولا قوة إلا بالله". مات نايف وبموته اهتزت مشاعرنا حزنا عليه في صورة تدل على قوة التلاحم بين القيادة والشعب، فكل شخص يعزي الآخر، وكل شخص يدعو الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يدخله فسيح الجنان.
لقد كان يوم ـ 26 من الشهر السابع ـ يوم حزن على الوطن، توشحت فيه النفوس بوشاح الحزن، وسكبت فيه العيون دمعها مدرارا، فالمصائب العظيمة تحدث ردود فعل عظيمة، وهكذا هم العظماء أحياء وأمواتا، هكذا هو نايف بن عبدالعزيز. مات نايف ليذكرنا بأن الدنيا دنية، تجمعنا وتقوي فينا روابط الحب، لتأخذ منا طرفا نحبه على حين غرة دون سابق موعد أو إنذار تاركا لمحبيه وأهله دموعا تفتت الروح وتحدث ألما يصعب على المرء نسيانه.
رحم الله نايف الأمن وأسكنه فسيح الجنان فلست هنا على استعداد لسرد جوانب حياته الإيجابية لثقتي الكاملة أنني لن أستطيع الوفاء بها، لكنني وجدت نفسي مجبرا على توديعه فإلى جنان الخلد بإذن الله.