سلمان ظافر الشهري
جيل كامل لم يعرف حارساً للأمن في بلد الأمان سوى نايف بن عبدالعزيز بطيبه وكرمه وتواضعه وحبه لفعل كل ما من شأنه إسعاد المواطن وراحته.
كنت أسمع بين العسكريين وغيرهم مسمى (أبو أبشر) يلقب به سمو الأمير نايف - رحمه الله - فلا يتداول بينهم مسمى لسموه إلا هذا اللقب لتكرر هذه الكلمة على لسانه عند طلب أي شيء منه.
كنت أعتقد أن ذلك أمر مبالغ فيه إلا أنني وجدت ذلك حقيقة لا تزلفاً أو إطراء في غير مكانه.
فعندما تشرفت بزيارة سموه ضمن وفد جمعية المكفوفين الخيرية بمنطقة الرياض وجدت ذلك بالفعل؛ إذ كنت جالساً بالقرب من سموه الكريم الأمر الذي أتاح لي سماع كل ما يدور بينه وبين من قدم للسلام عليه، فما سمعت أحداً يشكو إليه أمراً أو يطلب منه طلباً إلا قال له: أبشر، فقلت - سبحان الله - إذن ما يتناقله الجميع عنه صحيح بالفعل. كما لفت انتباهي عنه - رحمه الله -أريحيته وتواضعه، فقد كان يسأل عن الجمعية وعن المكفوفين ووضعهم والخدمات المقدمة لهم، كما كنت أتعجب من صبره - رحمه الله - فقد كان طيلة استقباله لكافة من قدم للسلام
عليه ولمدة طويلة واقفاً منصتاً ومستمعاً لحديث كل شخص حتى يفرغ، فسبحان من أعطاه كل هذا الصبر.
إن فقد رجل عظيم ليس بالأمر الهين، ففي الوقت الذي نحن فيه هانئون وآمنون هو ساهر ليله متواصلاً مع نهاره بعين لا تعرف النوم في سبيل ألا يكدر صفو أمننا أحد. رحلت يا نايف الأمن ولكنك باق في قلوبنا لم ولن تمت.