عبدالمطلوب مبارك البدراني
رحم الله رجل الأمن الأول الذي ارتبط الأمن باسمه في هذه البلاد لعدة عقود، وهو أحد دعائم الاستقرار في المملكة العربية السعودية، كان رحمه الله صريحا ومباشرا مع وسائل الإعلام المختلفة، ومتابعا جيدا للإعلام، وحريصا على شرح خلفيات الأحداث حتى لا تتدخل الشائعات، كان سموه محبا للعلم والتعليم، وقد سعى طوال توليه وزارة الداخلية إلى تسليح منسوبي الوزارة بالعلم وتكثيف الدورات لهم التي ارتقت بأبناء الوزارة إلى الأفضل، لن أستطيع في مقال كهذا أن أحصر مناقب سموه يرحمه الله، فهي تحتاج إلى كتب تكتب بمداد من ذهب، فالأمير نايف شخصية قيادية فذة، أمضى سنوات عمره في خدمة دينه ووطنه وأمته العربية والاسلامية، وسموه عرف عنه بعد النظر والحكمة، والحنكة السياسية والأمنية والإدارية والتواضع، فهو واسع الاطلاع ومثقف، ويتمتع بشخصية قوية ونفوذ على المستوى الداخلي والخارجي، وكان يحظى يرحمه الله بحب واحترام الجميع على مستوى العائلة الكريمة وعلى مستوى الشعب السعودي والعالم العربي والإسلامي والعالم بأكمله، عرف بحلمه اللامحدود وحزمه في نفس الوقت وكرمه وسخائه ومساعدة المحتاج وحبه لفعل الخير في شتى المجالات وخاصةً علاج المرضى في الخارج والداخل على نفقته الخاصة، وملف الإرهاب الذي أرهق العالم بأكمله قد تحمله سموه يرحمه الله ولم يستعص على عراب الأمن الفكري ( نايف بن عبدالعزيز ) الذي عكف على هذا الملف ليخرج برؤية كانت مثار إعجاب العالم من أقصاه إلى أقصاه عندما طرحها للوهلة الأولى، وهي (الأمن الفكري) أقوى الأسلحة لمواجهة الإرهاب.
اللهم اغفر له وتجاوز عنه.. اللهم باعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم اغسله من خطاياه بالماء والثلج والبرد، اللهم جازه بالحسنات إحساناً، وبالسيئات عفواً وغفراناً،.
عزاؤنا لوالدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والأسرة المالكة الكريمة، ولأبناء الفقيد وللشعب السعودي وللأمتين العربية والإسلامية ( وإنا لله وإنا إليه راجعون).