يحظى مهرجان الموسيقى الذي تنظمه وزارة الثقافة الفرنسية في الـ21 يوليو من كل عام، بأهمية خاصة، وذلك بمناسبة مرور 30 عاما، على نسخته الأولى التي دشنت في 1982 بطلب من وزير الثقافة آنذاك جاك لانج.

وأراد لانج لهذا المهرجان أن يغدو مسرحا صغيرا للموسيقى، وذلك بعد دراسة توصل إليها لانج تفيد بأن هناك شخصا من كل خمسة ملايين شخص من الشباب يعزفون على آلة موسيقية ويحلمون بالوصول إلى الجمهور، لذا يبقى الهدف الأول والأهم لهذا المهرجان هو تشجيع الهواة وتقديم فنهم إلى الجمهور.

وبمجرد تنفيذ الفكرة في ذلك الحين، بدأت مؤشرات نجاحها، وشارك فيها عدد كبير يتزايد كل عام من الموسيقيين المحترفين والهواة، وبدأ التركيز على جميع أنواع الموسيقى، وأخذت وسائل الإعلام شيئا فشيئا تهتم بهذا المهرجان وتستعد له قبل أيام من موعده، وذلك بدعم من السلطات المحلية، وأخذ الجمهور يتزايد حتى أصبح هذا المهرجان الذي تشهده كافة ميادين وشوارع وأحياء باريس من أهم الأحداث الثقافية في فرنسا كل عام. ومع تزايد نجاح المهرجان بدأ تصديره من عام 1985 إلى البلدان الأوروبية الأخرى وفي أقل من 15 عاما أصبح هناك ما يقرب من مائة بلد من قارات العالم الخمس تحتفل بمهرجان الموسيقى مع بداية التوقيت الرسمي لشهر الصيف من كل عام، والعدد في تزايد حيث بلغ هذا العام 123 بلدا، وقد بلغ نجاح هذا المهرجان الثقافي إلى أن بعض البلدان قد اعتبرت هذا اليوم هو يوم عطلة وطنية مثل إيطاليا وكولومبيا واليونان ولوكسمبورج.

ومنذ عام 1994، ووزارة الثقافة قد بدأت تتعاون بشكل لصيق فيما يخص مهرجان الموسيقى مع جمعية تطوير دراسات الابتكار والمشاريع، من أجل تنسيق هذا الحدث بشكل وطني ودولي، وتتمثل مهمتها في رفع مستوى الوعي بهذا المهرجان، وكذلك من أجل تقديم المشورة الفنية، وتعمل الجمعية من أجل تنفيذ مهامها مع المؤسسات الثقافية الفرنسية في الخارج والتحالفات الثقافية الفرنسية.

وتقول المسؤولة عن القضايا الثقافية في مؤسسة التحالف الفرنسي لورانس لالاتون: إن مهرجان الموسيقى هو واحد من حدثين ثقافيين رئيسيين يقوم عليهما مؤسسات التحالف الثقافية الفرنسية في جميع أنحاء العالم، الأول هو مهرجان الفرانكوفونية ومهرجان الموسيقى هو الثاني، ونحن نعمل مع خبراء ومتخصصين من أجل إعطاء العناية اللائقة لدعم الفنانين المحليين وكذلك للفنانين الفرنسيين الذين ينضمون للتظاهرة الثقافية الموسيقية في جميع أنحاء العالم.

ومما يميز مهرجان الموسيقى لهذا العام أنه سوف يحتفي بفن موسيقى "البوب" والتي نشأت وانتشرت على نطاق واسع كنوع من الاحتجاج في الستينات. كما ستنتشر الفرق الموسيقية هذا العام في غالبية الحدائق والمطاعم والمتاحف والسجون والمستشفيات إلى جانب الميادين والشوارع.