رغم كثرة المشاهد المؤلمة في فاجعة الرياض الخميس الماضي حيث الجثث المتفحمة والدماء المتناثرة والدمار الذي لف مساحة ليست بقليلة، فإن مشاهد أخرى كانت مفرحة وقد تعاملت معها شخصيا كصحفي كمادة مهمة وأبرزتها مع عدة صور تظهر شبابا سعوديين يشاركون الدفاع المدني ورجال الهلال الأحمر وسيارات الإسعاف في نقل المرضى وإطفاء الحرائق والبعض منهم قام بحراسة بعض المحلات المتضررة من السرقة.
تلك المشاهد كانت مفرحة رغم آلام اللحظة حيث الموت والدمار وأنين المصابين وصراخ أهالي الموتى والمفقودين، وما يؤكد أهمية تلك المشاهد احتفاء الإعلام بها، وكما قلت كانت مادة خبرية مهمة كتبت بعناوين بارزة وأفردت لها مساحات جيدة في الصحافة الورقية والإلكترونية، لكن سرعان ما غاب هذا المشهد الرجولي والوطني ليحل مكانه مشهد قذر أظهر مجموعة من الشباب كانوا على النقيض من أصحاب الفزعة والرجولة إذ أظهرتهم مقاطع الفيديو التي انتشرت على اليوتيوب وهم يسرقون بكل وقاحة وعلى الملأ ودون خجل كل ما وقع تحت أيديهم مما هو صالح من بقايا المحلات والمتاجر التي تأثرت بالانفجار.
كان مشهدا مزعجا ومستفزا لكل صاحب ذمة وصاحب مبدأ وصاحب موقف ولكل من في قلبه ذرة من إيمان، وكان الأكثر إزعاجا تلك العبارات والتعليقات التي تداولها المواطنون في مجالسهم وعبر المواقع الإلكترونية وتويتر حينما قارنوا ما حدث في موقع الانفجار من سرقات بما حدث في بعض الدول القريبة منا عندما غاب الأمن جراء أحداث سياسية داخلية أو خارجية، وكانت مشاهد السرقات في تلك الدول محل سخرية وتنكيت وهمز ولمز من قبلنا، فإذا بالأيام تدور وفي حادث وقع عندنا ويصنف على أنه بسيط جدا مقارنة بما وقع في تلك الدول لتظهر صورة مزعجة من واقعنا الذي صدم بعضنا وأخافنا كثيرا.
بودي من الجهات الأمنية أن تتعامل مع مشهد السرقات بجدية وتتعقب السارقين فبعضهم صورهم كانت واضحة بل أقترح تخصيص رقم للتبليغ عن السارقين ووضع جوائز مالية مجزية للمبلغين ومن ثم تطبيق الشرع بحق السارقين ليرتدع كل من يفكر بالقيام بما قاموا به يوما ما.