كانت عقارب الساعة تشير بأسى إلى الواحدة وتسع وعشرين دقيقة بتوقيت المملكة من ظهر أمس، حين تلقى الشعب السعودي نعيا من الديوان الملكي في بيان جاء فيه "ببالغ الحزن والأسى ينعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أخاه ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى أمس خارج المملكة، وسيصلى عليه بعد صلاة المغرب اليوم، في المسجد الحرام بمكة المكرمة".

وتابع البيان: وإذ يعلن الديوان الملكي ذلك ليُعزي الشعب السعودي في الفقيد، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجزيه خير الجزاء لما قدمه لدينه ووطنه. (إنا لله وإنا إليه راجعون).

وإذا كانت المملكة بمثابة حقل سنابل زرعه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن وسقاه وتعهده بالرعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وقبله إخوانه الملوك، فإن الأمير نايف عاش حياته حارسا لذلك الحقل، إذ قضى نحو أربعة عقود وزيرا للداخلية، قبل أن يعينه الملك عبدالله في التاسع والعشرين من شهر ذي القعدة الماضي وليا للعهد إلى جانب مهامه في وزارة الداخلية.

وحين ضربت موجة الإرهاب العالم والمملكة، برزت حكمة الراحل في التعامل مع هذا الملف، فسحق التنظيم الإرهابي بضربات استباقية كثيرة عطلت قدراته الشريرة، وإلى جانب ذلك أنشأ لجان المناصحة التي ساهمت في تصحيح الأفكار المتطرفة، وتلقت المملكة الكثير من الإشادات الدولية على تجربتها في مكافحة الإرهاب والتطرف، وأسهمت إلى جانب المجتمع الدولي بفضل التنسيق الأمني الدقيق في إحباط كثير من المخططات الإرهابية التي لا تستهدف المملكة فحسب، بل دولا أخرى.

غادر "حارس السنابل" في الخامس من رجب الجاري إلى خارج المملكة لإجراء فحوصات طبية مجدولة، ووافته المنية في جنيف أمس، ليعود اليوم إلى تراب الوطن، ويصلى عليه في "أقدس البقاع"، مكة المكرمة.

وفي حين أعلنت دول الحداد لمدة ثلاثة أيام، يصل اليوم وغدا عدد من زعماء العالم وساسته لتقديم واجب العزاء في الفقيد الراحل.