بقدر ما كان يتمتع به ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله، من صرامة وحزم، بقدر ما كان بسيطا قريبا من الشعب، ومن هموم المواطنين، يستشرف تطلعاتهم، ويستشف أحلامهم كرجل دولة، وأب وأخ أكبر، وكان يبادل الحب بالحب، والوفاء بالوفاء مع أفراد الشعب ممن يبادرونه بدورهم بمشاعر الولاء والطاعة، المتوجة بالمحبة الصادقة.

قبل نحو شهر، ورغم ما كان يمر به الأمير نايف من متاعب صحية، لبى دعوة للعشاء وجهتها له أسرة الصفيان في مزرعتهم بالرياض، بحضور صديقه الخاص الشيخ متعب الهباس، ومدير مركز الرياض الإقليمي الزميل عبدالعزيز بن عادل الشمري، حيث كان من عادته ألا يرفض ما يوجه إليه من دعوات أبناء الشعب، متى ما كان ذلك متاحا، وكان يحرص على كل ما يقربه من أبناء الوطن، وخلال حضوره كانت تتضح بشكل جلي سماته الشخصية، إذ حرص على المشاركة بنفسه في العرضة السعودية التي شاركت بها فرقة الدرعية خلال حفل العشاء رغم أنه كان يعاني ألما في مفاصل الركبة، وعرض بالسيف مرتين، أمام الحضور الذي أبدى إعجابه بمهارته في العرضة السعودية.

اهتمام الأمير نايف بالشباب، وبالشعر والشعراء، كان صفة لا تغيب عنه في أي موقف، حيث أجاب على قصيدة ألقاها شاعر المليون الشاعر عبدالرحمن الشمري أمامه خلال حفل العشاء، بعبارة أبوية عندما قال "ابشر يا ولدي" ملبيا له حاجة شخصية، ويروي الشمري لـ"الوطن" تفاصيل لقائه بولي العهد في تلك الليلة قائلاً "ألقيت آخر قصائدي أمام سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز قبل رحيله بنحو شهر، وكنت أشعر حينها بأنني بين يدي أب حان، حيث بادرني بعبارة "ابشر يا ولدي" عندما طلبت منه قضاء حاجة شخصية، وأظهر لي اهتمامه بالشعر والشعراء، وقبل ذلك أبدى لي مشاعره الأبوية، وهذا ليس بمستغرب على سموه الذي لطالما استشهدنا بمواقفه الكريمة".

ولم تمتلك قريحة الشاعر عبدالرحمن الشمري إلا أن تجود بهذه الأبيات التي اختزل فيها كافة المشاعر التي اجتاحته أثناء لقائه بصاحب السمو الملكي الأمير نايف رحمه الله.