يحاصر القصف المستمر من قوات النظام السوري على أحياء عدة في مدينة حمص أكثر من ألف عائلة تعاني من نقص في المواد الطبية والغذائية، في حين أوقعت أعمال العنف في مناطق مختلفة من سورية أكثر من 25 قتيلا أمس. وناشد المرصد السوري لحقوق الإنسان "الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وكل من لديه حس إنساني بالتدخل الفوري لوقف القصف المتواصل على أحياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص وأحياء حمص القديمة وجزء من حي القصور من أجل إجلاء وحماية أكثر من ألف عائلة محاصرة تضم أطفالا ونساء". وأوضح المرصد في بيان أن "الأوضاع الإنسانية صعبة جدا داخل هذه الأحياء"، مطالبا كذلك بـ"إجلاء وحماية عشرات الجرحى الذين أصبحت حياتهم في خطر حقيقي بسبب عدم وجود كوادر طبية ومواد طبية لعلاجهم". وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي أن "عدد الجرحى تجاوز المئة، وقد يموتون بسبب عدم حصولهم على العلاج". وأشار إلى أن القصف لم يتوقف منذ أول من أمس.
ونقلت وكالة أنباء "فيدس" التابعة للفاتيكان من جهتها أمس نداء من حوالي 800 مدني، مسلمين ومسيحيين عالقين في حمص إلى الأمم المتحدة والصليب الأحمر والهلال الأحمر لمساعدتهم على الخروج. وأوضحت الوكالة أن المدنيين العالقين في أحياء الورش والصليبية وبستان الديوان والحميدية ووادي السايح في وسط المدينة، هم نساء وأطفال ومسنون ومعاقون "يواجهون خطرا حقيقيا ولا يتوافر لهم أي شيء ويعيشون مذعورين وسط عمليات القصف والمعارك". كما وجه أهالي دوما "نداء استغاثة" عبر صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011" على موقع "فيسبوك" دعو فيه المراقبين الدوليين إلى "التوجه مباشرة" إلى المدينة وإنقاذ أهلها من "المجازر". وجاء في النداء "دوما تعيش تحت القصف المدفعي المتواصل الذي يطال كل شيء من ضرب للمساجد والمشافي وقصف للبيوت الآمنة وسيارات المواطنين".
وفي غضون ذلك أعلن رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال روبرت مود تعليق عمل المراقبين في سورية بعد التصعيد في أعمال العنف الذي سجل خلال الأيام العشرة الأخيرة و"غياب الإرادة لدى الطرفين في البحث عن حل سلمي انتقالي". وجاء في بيان صادر عن مود "حصل تصعيد في العنف المسلح في سورية خلال الأيام العشرة الأخيرة، ما يحد من قدرتنا على المراقبة والتحقق والإبلاغ، أو على المساعدة في إقامة حوار داخلي وإرساء خطة للاستقرار، أي يعوق قدرتنا على القيام بمهمتنا". وأضاف البيان "أن غياب الإرادة لدى الطرفين للبحث في حل سلمي انتقالي والدفع في اتجاه تقديم المواقف العسكرية يزيد من الخسائر في الجانبين: هناك مدنيون أبرياء، نساء وأطفال ورجال يقتلون كل يوم، وهذا يطرح أيضا مخاطر كبيرة على مراقبينا". وتابع "في هذا الوضع الذي ينطوي على مخاطر كثيرة، تعلق بعثة المراقبين الدوليين عملها. لن يقوم المراقبون الدوليون بدوريات وسيبقون في مراكزهم حتى إشعار آخر. وسيمنع عليهم الاتصال بالأطراف المعنية بالنزاع". وأشار مود إلى أنه ستتم إعادة النظر في هذا القرار بشكل يومي، وأن "العمليات ستستأنف عندما نرى أن الوضع أصبح مناسبا لنا للقيام بالمهام التي كلفنا بها". وجدد التأكيد على التزام المراقبين بالشعب السوري، قائلا "نبقى مستعدين للعمل مع كل الأطراف من أجل المساعدة على وضع حد للعنف وإعطاء دفع للحوار السياسي، ويبقى هدفنا عودة العمليات إلى طبيعتها".