أوضح عميد كلية الدراسات الدولية المتقدمة في جامعة جونز هوبكنز الأميركية والي نصر أن التناول الإعلامي للوضع في سورية لا ينبغي أن يركز على عنصر افتراضي يقول إن المواجهات هناك هي مواجهات طائفية. وأشار إلى أنه "ليس هناك وسيلة للحل والانتقال السلمي المنظم من الوضع الراهن إلى سورية أفضل بدون تدخل عسكري كبير من المجتمع الدولي. وربما تتطور الأمور على نحو لا يجد معه المجتمع الدولي بدا من اتخاذ هذا القرار الذي يعرض عنه حتى الآن".

وبين نصر الذي سبق أن عمل مستشارا لوزارة الخارجية الأميركية خلال ندوة عقدت في معهد كارنيجي بواشنطن أن "المواجهات التي تدور في سورية هي مواجهات بين نظام قمعي يحاول إيهام بعض الطوائف أنه يقف معها فيما يقوم في الواقع بقهر الجميع، وبين معارضة شعبية واسعة تبحث عن مستقبل أفضل".

وتابع "حين بدأت الثورة السورية في درعا كان المتظاهرون سلميين ثم استمروا على سلميتهم لفترة طويلة لاحقة. ما حدث هو أن النظام تصدى لمعارضيه المدنيين بقمع تجاوز توقعات كثيرين. ولكن من الجهة الأخرى لا ينبغي الوقوع في تبسيطات مخلة. فنظام الأسد هو نظام يعتمد على آلة معقدة للدولة تتشابك فيها اعتبارات طائفية". وقال نصر إن الموقف الراهن لإدارة الرئيس باراك أوباما من الصراع في سورية يرجع إلى أسباب متعددة أبرزها افتقاد أي استراتيجية واضحة للتعامل مع القضايا ذات المسحة الطائفية. وأضاف "في أحيان كثيرة لا يكون من المهم أن نقول إن حقيقة الصراع هو صراع بين نظام قمعي وشعب يسعى إلى استرداد كرامته إذ يكون من الأهم أن نرصد رؤية أطراف الصراع أنفسهم لمعركتهم. وعلينا أن نعترف بأن نسبة كبيرة ممن يشاركون في المعارك من الجانبين يرونها على أساس طائفي. وقد لا يكون ذلك حقيقيا من حيث الجوهر إلا أنه واقع موجود على أي حال".

وأشار نصر إلى أنه يعرف علويين يشاركون في أعمال قيادية في الجيش السوري الحر. كما أشار إلى أن الرئيس الجديد للمجلس الوطني السوري من الأكراد. وأضاف "إن هذا يدلنا على أن ما يحدث في سورية هو رفض شعبي عام للنظام. إن الأغلبية من شبيحة النظام من العلويين، إلا أن وجودهم في صفوف تلك الميليشيا يرجع إلى المصالح والأموال التي تدفع لهم".