استدعى رئيس دولة الجنوب الفريق أول سلفا كير ميارديت أمس السفير الإسرائيلي بجوبا وأبلغه رسمياً احتجاج حكومته لما وصفه بالمعاملة غير اللائقة تجاه اللاجئين الجنوبيين بإسرائيل، رافضاً بشدة إقدام سلطات الأخيرة على اعتقال 400 لاجئ ووضعهم في أحد المعسكرات الطرفية للعاصمة تل أبيب، مشيراً إلى العلاقات الإستراتيجية التي تربط الدولتين، مطالباً بالحفاظ عليها والحرص على استدامتها. من جانبه أبدى سفير تل أبيب استياء حكومته من عدم إيفاء سلطات الجنوب بالتعهُّدات الشخصية التي قطعها كير لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته الأخيرة لتل أبيب والتي أجملها في فتح المجال للمستثمرين والشركات الإسرائيلية وتنفيذ مشروعات زراعية مشتركة وخاصة في مجال حصاد المياه، بجانب تكثيف الوجود العسكري الإسرائيلي في الجنوب.

من جانب آخر تلقت الخرطوم دعوة رسمية من الاتحاد الأفريقي لاستئناف المفاوضات مع دولة الجنوب الأسبوع القادم في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا. وقال الناطق باسم الخارجية السودانية السفير العبيد مروح إن المفاوضات ستبدأ يوم 19 يونيو الجاري باجتماعات لجنة الحدود المشتركة للنظر في القضايا التي قدمت من الطرفين ورفع الملاحظات والتوصيات والقرارات بشأنها، وأضاف أن مفاوضات اللجنة السياسية العسكرية المشتركة ستبدأ في الحادي والعشرين من الشهر الحالي. إلى ذلك اعترض مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة دفع الله الحاج على خريطة وسيط الاتحاد الأفريقي ثابو أمبيكي بشأن الوضع النهائي لترسيم الحدود المشتركة مع دولة الجنوب. وقال إن الخريطة ضمت للجنوب منطقة الميل 14 السودانية. وأنها ما تزال في حاجة إلى اتفاق بشأنها حتى يتم الاعتراف بها دولياً. وأضاف "الخريطة لا تظهر الوضع النهائي للمناطق المتنازع عليها". وأكد التزام بلاده بقرار مجلس الأمن، ورفض أي ادعاءات بشأن شن غارات جوية داخل أراضي الجنوب، وقال "هذه الأقاويل مفبركة ولا أساس لها من الصحة".