غني عن القول إن الناس حينما يقومون بالأعمال البطولية لا يفكرون لحظتها بأي شيء قدر إنقاذهم للآخرين، لذلك من غير اللائق أن نتخيل إنسانا يقفز في غيابة المجهول بحثا عن وسام يضعه على صدره حينما يخرج سالما!

من غير المقبول أن نقول عن إنسان، يُقدم على الخطر وهو يدرك حجم المخاطرة، إنه يبحث عن الشكر أو التقدير!

اليوم في بلادنا - ولله الحمد والمنة - ما تزال الشجاعة والإقدام هي المحفزات التي تحكم تصرفات "الكثير من الناس" عند كل حادثة.. ومن هنا تنتج لنا العديد من المواقف التي تستحق التكريم.. ومع كل عمل بطولي ترتفع بعض الأصوات للمطالبة بالتكريم.. ولا عجب؛ فهناك مواقف كبيرة تستحق التكريم خاصة تلك التي تنضوي على مخاطرة كبيرة بالروح كالقفز وسط النيران أو السيول الجارفة وما نزال نذكر بعضا منها.. بعض تلك المواقف ذهب أبطالها ضحية لها.

غير أن هناك أعمالا بطولية أقل درجة، أو قل: لا تنضوي على مخاطرة عالية، أطالب اليوم بوضعها على قائمة اهتماماتنا، من باب "من لا يشكر الناس لا يشكر الله"، ولغايات أخرى أقلها ألا تندثر هذه القيم.. ولكي نعزز قيمة هذه المواقف في نفوس الناس..

من هنا أقترح على مؤسسات المجتمع وفعالياته المختلفة أن تبادر إلى القيام بدورها إزاء ذلك.. ما الذي يمنع أن يقوم ناد رياضي أو أدبي - مثلا - بتكريم شاب قام بعمل بطولي ما.. ما الذي يمنع شركة اتصالات أو شركة مقاولات أن تقوم بتكريم مجموعة شباب أنقذوا أسرة من الغرق، وما الذي يمنع بنوكنا الغائبة عن كل فعل مجتمعي أن تسهم في تكريم من يستحق؟ ما الذي يمنع قيام رجل أعمال أو شخصية عامة من العمل نفسه.. هل يرى هذا الاقتراح النور؟ - أتمنى ذلك.

على الأقل المجتمع يهتم بأفراده، بعيدا عن انتظار مؤسسات الحكومة الأخرى، التي ترزح تحت قبضة البيروقراطية.