تذكرون صديق الزاوية الصدوق الأستاذ/ "محظوظ"، الذي عرفنا به زمن "من قام عكرفوا له" بأنه: معلم يحسده كل الأساتذة "محاشي" والأستاذات "أنصاف محاشي" لأنه مفرغ بكامل الراتب والعلاوات عقوبة له لعدة مخالفات كانت إحداها كفيلة بفصله نهائياً؛ فهو عقلاني "اسم الله على الوزارة" شغل طلاب الثانوي عن حفظ مواويل "الفشفاش" بالتفكير الجاد في كل شيء؛ ما أدى إلى رسوبهم جميعاً ماعدا من تدارك وضعه بالانتقال إلى مدرسة خاصة نجح فيها بنسبة 100% ولو أنه التحق بها قبل أسبوعين من الاختبارات لزاد صفراً من اليمين!! وعاقبوا الأستاذ/ "محظوظ" بالنقل إلى المتوسطة؛ حيث مارس ما تعلمه من علم "النفس" في تفهم مشاكل تلاميذه المراهقين ليسجلوا عليه المخالفة الجسيمة الثانية وهي: نشر الحب "اسم الله على الوزارة برضو" في مكان غير مخصص له ألا وهو "الكتائيب" المحترمة! فغلظوا له العقوبة بنقله للمرحلة الابتدائية، وهناك ارتكب حماقاتٍ عديدة منها ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ أنه لم يكن يطلب من صغاره ـ الذين لم يتقنوا القراءة والكتابة بعد ـ أن يحفظوا خطوات الوضوء والصلاة التي خطها بيديه ورجليه وما تبقى من أسنانه/"حنظلة بن حرملة العنطزازي" ـ سلمت براجمه من "حافز بن ساهر" ـ بل راح يشرحها ويدربهم عليها عملياً! وحذف الأناشيد البائسة من نوع "ألف باء/ سفن أب"، وراح يغني لهم على "أورغ" صغير مثلهم روائع "سليمان العيسى" ـ واخدة بالك يا "لمى بريدي"؟ ـ من نوع: "أرسم علمي/ فوق القمم/ أنا فنان"! أما "العيسى" فحسبوه مذيع "ميزانية الخير والبركة" ـ رحمه الله ـ ولكن "أووورقن" في "أولى/ مطبخ" و"سادس/ بلكونة"؟ تلك هي الطامة التي جعلتهم يغلظون العقوبة المغلظة فينقلوه إلى الأرشيف! ومن يومها كما يقول في "منسياته": "..لحظة يا "أخ/ أنا".. من الصبح وأنت تقرق ولم تترك لي سوى مئة كلمة! وأنا لم أتمالك نفسي من الضحك منذ عنوان المقالة السابقة؛ حيث ذكرتني بأول عبارة قرأتها وأنا في طريقي لأول مدير أول مدرسة لتسليمه خطاب توجيهي قبل ربع قرن! كانت وسيلة تعليمية تصور دجاجة ترقد على بيضها وتتأمل شروق الشمس ـ والله العظيم زي ما أقول لك ـ وكتب تحتها: "رقدت الدجاجة على البيض"!
وفقس البيض عن فرختين حبوبتين وديكين أزعرين، دخلوا وأدخلوني "معهنهما" حالة اكتئاب حادة منذ عدنا من "الشرقية" الخميس الماضي! اكتئاب حاد لا يصيب إلا السعوديين والسعوديات ـ كالتلبس "اسم الله علينا" ـ أسميه "اكتئاب العودة إلى الكتائيب"! وأعراضه: أن تشتغل غسالة هدوم قديمة "أم عصارة رولة" في مصارين الفرختين! وأن يدخل الديكان الأزعران في مصارعة "ثيران" تنتهي أحياناً بإجازة مرضية تمتد لنهاية العام الطام!
أما الحل ـ واسأل البروفيسور/ "طارق الحبيب" ـ ففي كلمتين لاثالثة لهما: "غداً إي...جااااااا...زة"!