أين أقرب صراف عملة؟ .. هل تصرف عملة؟ .. أسئلة يتداولها عدد من المعتمرين في أرجاء المنطقة المركزية للمسجد الحرام بحثا عن محلات الصرافة التي اعتاد الحجاج والمعتمرون على مشاهدتها في واجهات المحلات المجاورة للمسجد الحرام على مدى عقود من الزمان في الغزة وما يسمى بالسوق الصغير وسوق المدعى.

"الوطن" قامت بجولة على منطقة الغزة المجاورة للمسجد الحرام والتي أضحت أطلال تاريخ كان يشهد العديد من محلات الصرافة التي امتهنها أسر اشتهرت في الصرافة مثل أسرة الصيرفي والكعكي والعمودي.

وشاهدت "الوطن" أنقاض المباني الشاهقة التي كانت تحتضن تحتها وعلى جنباتها محلات أشهر الصرافين لصرف مختلف العملات التي يجلبها الحجاج والمعتمرون لاستبدالها بالريال السعودي والذي يمكنهم من اقتنائه للتبضع والإقامة بالعملة السعودية طيلة فترة إقامتهم في مكة المكرمة. ورصدت تساؤلات العديد من المعتمرين بجانب تلك الأنقاض وهم يبادرون المارة بالسؤال عن محلات الصرافة التي غادرت قبيل عمليات الهدم والإزالة وانتقلت إلى مختلف الأحياء القريبة من المسجد الحرام بعد تعارف الناس على محلاتهم لأكثر من مئة عام وهم يجاورون المسجد الحرام.

سعيد العمودي يعمل في أحد محلات الصرافة يشاركه أيمن منصور وخليل قاسم قالوا لـ "الوطن" "عملنا في الصرافة لمدة تزيد على 20 عاما وما زلنا نتوارث مهنتنا من آبائنا وكنا نمتلك محلات لممارسة مهنة الصرافة بجوار المسجد الحرام في الغزة أو ما يعرف بسوق الغزة إلا أن مشاريع الهدم والإزالة التي شهدتها منطقة الغزة لصالح مشاريع توسعة الساحات الشمالية ساهمت في انقراض الصرافين وانتقلت محلاتهم إلى أماكن بعيدة عن الحجاج والمعتمرين الذين لا يستطيعون الانتقال إلى الأحياء البعيدة من أجل صرف العملات.

وطالب العمودي مؤسسة النقد العربي السعودي بأهمية التنسيق مع أمانة العاصمة المقدسة لاستحداث مواقع مجهزة ومهيأة أمنيا بجوار المسجد الحرام يتم تأجيرها على الصرافين وذلك بهدف البقاء بجانب الحاج والمعتمر لتحقيق غايته في الصرف بدلا من تكبده عناء التنقل والبحث عن الصرافين في أحياء أخرى ليست بقريبة من المسجد الحرام.