اتفقت آراء عدد من الخبراء الأميركيين حول أن سورية انتقلت بالفعل إلى مرحلة الحرب الأهلية. وقال كل من ستيفن بيدل وروبرت هيرتوج الباحثين في مجلس العلاقات الخارجية على أن تعريف الحرب الأهلية "يفترض وجود طرفين متحاربين أحدهما ليس الحكومة المركزية يسفر قتالهما عن مصرع ما لا يقل عن ألف شخص". وذكرت انرودا شاكرفارتي الأستاذ في جامعة ساوث كارولينا أن تعريف الحرب الأهلية ينطبق على الحالة السورية منذ بعض الوقت. وأوضحت أنه لا علاقة لذلك بلجوء النظام في الآونة الأخيرة للمروحيات أو بنوعية الأسلحة المستخدمة. وقالت إن التعريف يستوجب إصدار قرار أممي تحت البند السابع.
واتفق أستاذ العلاقات الدولية في جامعة برنستون جيمس فارون مع الخبراء الآخرين بقوله "لا أعتقد أن أحدا يختلف مع ذلك. أعتقد أننا نشاهد الآن حربا أهلية متكاملة الأبعاد". وأضاف فارون أن القول إن المواجهات محصورة في مناطق جغرافية بعينها دون غيرها لا ينفي صفة الحرب الأهلية عما يحدث في سورية. وشرح ذلك بقوله "وسائل قياس مدى انطباق تعريف الحرب الأهلية على وضع معين ليست جغرافية ولكنها تتعلق أساسا بتشريح الاشتباكات وتحديد أطرافها ومدى حدتها". واختلف عدد محدود من الخبراء مع هذه التعريفات قائلين إن السمة الأساسية للاشتبكات لا تزال محصورة في نطاق معارضة شعبية مسلحة وغير مسلحة في مواجهة نظام.
وجاء ذلك النقاش على أثر إعلان مسؤول عمليات السلام في الأمم المتحدة هيرفيه لادسوس أن من الضروري تغيير تعريف ما يحدث في سورية إلى حرب أهلية لما يعنيه ذلك من تبعات قانونية بالنسبة للمنظمة الدولية من حيث قدرتها على التدخل في النزاع وعلى تقديم الإغاثة للمدنيين.
وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قد أعلنت أنها ستلجأ إلى الأمم المتحدة اعتمادا على ما ينص عليه ميثاقها في حالات اندلاع حرب أهلية في إحدى الدول الأعضاء وما يتيحه الميثاق من تدخل عسكري بإشراف دولي لوقف تلك الحرب. وقال وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس إن بلاده ستقدم مشروع قرار إلى مجلس الأمن يقضي باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لوقف الحرب الأهلية في سورية. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد ذكرت أمس أن سورية تتعرض لحرب أهلية بمساعدة الأسلحة الروسية ودعم موسكو لنظام بشار الأسد.