حمّل رئيس تركيا عبدالله جول، نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلطان تحياته وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فيما نقل نائب وزير الدفاع تحيات خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، ووزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، والشعب السعودي لرئيس تركيا.. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس التركي في القصر الجمهوري بالعاصمة أنقرة أمس، الأمير خالد بن سلطان وذلك في إطار زيارة سموه الرسمية لتركيا، لمتابعة التمرين المشترك" نسر الأناضول 2" الذي تشارك فيه القوات الجوية الملكية السعودية، بمشاركة دول متقدمة في مجال العمليات الجوية.

وكان نائب وزير الدفاع قد وصل أمس إلى قاعدة كونيا الجوية بتركيا، لحضور مناورات التمرين المشترك، والتقى بالقوات الجوية السعودية المشاركة في التمرين ووجه الحديث إليهم قائلا: فخر كبير أن أكون بينكم اليوم لأشارك معنوياً وقلبياً معكم في هذا التمرين. وهذه الزيارات والتمارين ما هي إلا من استمرارية اهتمامات خادم الحرمين الشريفين، قائدنا الأعلى للقوات المسلحة، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، والمتابعة المستمرة من وزير الدفاع. وأضاف: إن هذه المشاركات مستمرة، فنحن نفخر أنها تكون في جميع أنحاء العالم ومع جميع الدول، ولكن بالأخص اهتمامنا بعمل التمارين المشتركة مع أشقائنا في تركيا، فهي من الأهمية أن تستمر أكثر من تمرين أو تمرينين في المستقبل القريب، ويكون في نفس الوقت في المملكة وفي تركيا. وقال: قواتنا الجوية تشارك في تمارين بأميركا وفي أوروبا وأفريقيا. وأتمنى أن تزود هذه التمارين المستمرة لإعادة المنفعة على قواتنا الجوية وقواتنا المسلحة بشكل عام. والاستمرار في التمارين الجوية ليس إشراك الطائرات، بل هي منظومة متكاملة، سواءً منظومات القتال أو منظومات الإنذار المبكر والتزود بالوقود والإسناد الجوي، وهذه كلها تكون مطلبا أساسيا لعمل التمرين الذي نأمل أن يقودنا إلى الجاهزية القتالية. ومن هذا المنطلق لا بد أن نعرف اهتمام قيادتنا العليا بإعطاء القوات المسلحة أفضل أنواع الأسلحة المتطورة، ولكن لا يكفي وجود سلاح متطور بدون التوصل إلى أفضل طريقة استخدام لهذه الأسلحة وكيفية التعامل المشترك ما بينها.. هذا لا يأتي إلا بالتدريب، والتدريب المشترك، سواء بين القوات الأربع أو مع القوات الصديقة والشقيقة.

بعد ذلك، أجاب نائب وزير الدفاع على أسئلة الإعلاميين، حيث نوه بوجود مستوى عال للقوات المسلحة السعودية، ممثلة هنا في القوات الجوية السعودية التي تشترك بأكثر التمارين العالمية، موضحاً أن التمرين المشترك من أعلى أنواع التدريب الذي تشترك فيه دول عدة، والقوات الجوية ليست طائرات، ولكن استعداد متكامل، سواء من طائرات أو إسناد للاعتماد على نفسها في أي مكان بالعالم. وقال: إن وزارة الدفاع تعمل كقطاع متكامل من خلال لجان تخصصية، لكل قوة لجان متعددة الجوانب سواء فنية أو قانونية أومالية. وهناك إستراتيجية بأي وزارة دفاع أو قوات مسلحة. وهذه الإستراتيجية نستمدها دائماً من التوجيه السياسي الحكيم من قائدنا الأعلى للقوات المسلحة وسمو ولي عهده الأمين واستمرارية توجيهات وزير الدفاع لكل القوات بالتخطيط السليم، لأخذ أفضل الإمكانات والأسلحة في العالم. وهذا جزء من العمل الدؤوب المتكامل من لجان فنية كثيرة. وأي دولة في العالم يحق لها أن تتسلح وتتعامل وتكون هناك تمارين مشتركة مع أصدقائها، وليس أعظم من الصداقة الموجودة الآن بين المملكة وتركيا التي من خلالها نعمل لرفع قدرات الدولتين الدفاعية التي نحمي فيها أمننا ووطننا من كل سوء. وكل تمرين يعتمد على سيناريوهات على مساحة المنطقة التدريبية الموجودة، ومن خلالها يوضع التمرين، لكنها لا تعمل لحدث معين، ولكن لرفع قدرات كل تسليح، ودائماً توجيهات القيادة العليا لرفع مستوى وقدرات القوات المسلحة. ورفع القدرات ليس بزيادة التسليح فحسب، ولكن برفع مستوى التدريب وكيفية العمل المشترك مع دول أخرى صديقة وشقيقة، ولهذه التوجيهات دائماً لا نرضى بأي مستوى للقوات المسلحة بل نعمل لرفع المستويات والكفاءات.

وقد شهدت الزيارة استماع نائب وزير الدفاع إلى إيجاز من قائد مركز تمرين نسر الأناضول المقدم الطيار الركن إنقن تشولاك عن التمرين المشترك "نسر الأناضول" والدول المشاركة ومدى النجاح الذي حققه المشاركون في التمرين. وشاهد سموه فيلماً وثائقياً عن التمرين اشتمل على مراحل الاستعداد والتمرين التحضيري في المملكة وتحرك المشاركين إلى قاعدة كونيا الجوية في جمهورية تركيا وبدء تنفيذ التمرين الفعلي. كما تسلم الأمير خالد بن سلطان هدية تذكارية بهذه المناسبة من قائد مجموعة القوات الجوية الملكية السعودية المشاركة في التمرين.