الاستعداد للتعاطي مع الكوارث والمصائب، يكون قبل حدوثها على أرض الحقيقة عن طريق الإعداد الجيد لتدابير وخطط وقائية، تمنع حدوث مثل هذه الكوارث الممكن حدوثها ولو بنسب ضئيلة جدا، وتدريب كوادر خاصة على خطة طوارئ محكمة للتعامل مع هذه الكوارث حال حدوثها – لا سمح الله - بسرعة وحكمة، لتقليل الخسائر المادية والبشرية، لكننا وبعد كل كارثة تحدث، نكتشف أننا لم نحصن أنفسنا ضد هذه الكوارث، فضلا عن أننا لم نستعد للتعامل معها فور حدوثها أو حتى بعده، فنعتمد على فزعات أهل الخير، والاجتهادات الشخصية.

لم تكد تتعافى أذهان الناس في كل مكان ألما وتعاطفا مع ذوي المصابين والمتوفين في حادثة زواج بقيق، ولم ننته من تلمّس جراح الإهمال والتفريط وعدم المبالاة التي قادت لمثل هذه الكارثة، وقبل أن نفيق من مرارة الحدث، يأتينا خبر انفجار الرياض المؤلم، فعادت الدماء تنزف من جديد، وعادت الأسئلة التي لم تنم بعد تستيقظ.

اللافت في الأمر هو مقدار ترابط هذا الشعب وتلاحمه، وإحساسه بالمسؤولية تجاه الآخر، والمسارعة لتقديم ما يستطيع للدعم أو الإنقاذ، وهذه هي القاعدة، وما سواها شاذ، لكن غياب التنظيم، يمنع من الاستفادة من كل هذه الطاقات بشكل كامل وفاعل.. اللافت أيضا ونحن نتابع ما يحدث لإخواننا في الرياض بكل قلق باحثين عن المعلومة والخبر والصورة، كان تويتر جاهزا بكل هذا وبتغطية مباشرة ولصيقة، بأيد وطنية واعية.

والآن.. ونحن نقف في مرحلة ما بعد الحدث الفاجعة، أو الكارثة، نعول كثيرا على حماة هذا الوطن بعد الله سبحانه وتعالى، في معرفة المتسبب ومحاسبة المسؤول بكل شفافية وإطلاع المواطن المكلوم عليها بوضوح، فلا نريد إراقة مزيد من الدماء البريئة في كل مكان لأسباب واهية، ولعل ما كتبه الدكتور خالد الرفاعي بالأمس على تويتر مصورا بدقة متناهية هذه المرحلة، فيه ترجمة لمخاوفنا جميعا، شركاء المصير والهم الواحد، نسأل الله سبحانه أن يتقبل المتوفين في الشهداء ويهب المصابين وذويهم جميعا الصبر على الابتلاء، ويحفظ علينا أمننا ووطننا سالما.