في الوقت الذي أحيلت فيه قضية وفاة نزيل مركز التأهيل الشامل بالمدينة المنورة إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، برز تطور جديد أمس تمثل في كف يد مدير مكتب المتابعة الاجتماعية علي حبتور وإحالته إلى التحقيق بسبب رفضه تكليف وزارة الشؤون الاجتماعية له بالعمل في المركز خلفاً للمدير السابق الذي أعفي من منصبه على خلفية وفاة النزيل.
وعلمت "الوطن" أن المدير العام للشؤون الاجتماعية بالمنطقة حاتم بري أصدر قراراً باعتماد موظف بالمرتبة السادسة لإدارة مكتب المتابعة الإجتماعية بدلاً عن حبتور، إلا أن الموظف اعتذر أيضا عن قبول إدارة المكتب. في حين جدد حبتور عبر "الوطن" إصراره على اعتذاره عن تنفيذ المهمة.
تصاعدت أزمة التأهيل الشامل بالمدينة على خلفية اعتذار مدير مكتب المتابعة الاجتماعية علي حبتور عن العمل في مركز التأهيل. وأصدر مدير عام الشؤون الاجتماعية بالمنطقة حاتم أمين بري قراراً أول من أمس باعتماد موظف بالمرتبة السادسة لإدارة المكتب بدلا عنه، ووجه بري 3 موظفين في إدارته للتحقيق معه بشأن اعتذاره عن المهمة التي كلف بها.
وعلمت "الوطن" من مصادر موثوقة في مركز التأهيل الشامل بالمدينة أن عددا من موظفي التأهيل الشامل بتبوك وصلوا للمدينة أمس، ويتوقع أن يصل الآخرون في اليومين المقبلين. وأكد المصدر أن مدير عام الشؤون الاجتماعية بالمدينة حاتم بري واصل استقطاب وسحب الموظفين من إدارات الشؤون الاجتماعية الأخرى بالمدينة ليصل لمركز التأهيل الشامل 7 موظفين من إدارة التوجيه و6 موظفين من إدارة التسول و3 من إدارة الرعاية الاجتماعية، بينما استحدثت الشؤون 8 وظائف لحراس أمن جدد باشروا أعمالهم أمس بالمركز، ومدة تكليفهم 60 يوماً قابلة للتمديد.
ومن جانبه أكد الناطق الإعلامي في شرطة منطقة المدينة المنورة العقيد فهد الغنام، أنه تمت إحالة كامل أوراق قضية وفاة نزيل التأهيل الشامل الذي لقى حتفه إثر هروبه من مركز تأهيل المدينة وسقوطه من أعلى جسر طريق الملك عبدالله (الدائري الثاني) إلى هيئة التحقيق والادعاء العام لاستكمال التحقيق مع جميع الأطراف المتسببة في وفاة المعوق، مؤكدا أن تحقيقات الهيئة ستكشف المزيد من ملابسات القضية.
"الوطن" زارت مدير مكتب المتابعة الاجتماعية علي حبتور الذي ما يزال مصراً على اعتذاره عن المهمة التي كلف بها وهي الانتقال للمساندة في مركز التأهيل الشامل بالمدينة، ووجدته باقيا في إدارته داخل المكتب، مع أن قرار كف يده صدر قبل 3 أيام.
وعلمت "الوطن" أن الموظف المكلف بإدارة المكتب اعتذر هو الآخر عن قيامه بإدارة المتابعة الاجتماعية.
وكانت أزمة مركز التأهيل الشامل في المدينة المنورة قد بدأت عندما رحل عدد كبير من المعاقين من تبوك إلى المدينة، نظرا لظهور تصدعات في المبنى الذي كان يؤويهم، وأصبح غير صالح للسكن، ومن ثم تعرض عدد منهم إلى الوفاة في مركز المدينة المنورة، وكان ذلك عقب شهر من وصولهم بدون الموظفين القائمين على رعايتهم، إلا أن وفاة معاق هرب من المركز، قبل أيام، أدت إلى تفاقم الوضع مما دفع عددا من المسؤولين إلى زيارة المركز وتفقده والتحقيق في القضايا الخاصة بوفاة المعاقين، وبعد ذلك أصدرت وزارة الشؤون الاجتماعية قرارات حول المركز أول من أمس، كان من أبرزها تطبيق بعض العقوبات الخاصة بمدير المركز وبعض الموظفين، إلى جانب دعم المركز بالكادر الوظيفي من الإدارات الأخرى، لتأخذ الأزمة منحى جديداً باعتذار مدير المتابعة الاجتماعية بالمدينة علي حبتور عن تنفيذ قرار أصدره مدير عام الشؤون الاجتماعية بنقل 60% من موظفي إدارته وهو على رأسهم لمساندة العاملين بالتأهيل للمعاقين لحين عـودة نزلاء تبوك.