أثبتت الفتاة السعودية عدم صحة ما يقال بأن الحجاب الإسلامي يشكل عائقاً أمام الطالبة في إتمام دراستها الجامعية ، وممارسة حياتها بشكلها الطبيعي في بعض الدول غير المسلمة، وأكدت تجربة الابتعاث أن الفتاة تستطيع أن تفرض حجابها بشكل أنيق ومميز، مع الحفاظ في ذات الوقت على الحشمة والتقاليد الإسلامية.

ويتنافس عدد من المبتعثات في إظهار جمال الحجاب الإسلامي برقيه وعفته دون ابتذال أو تصنع يفقده معناه الأساسي بهدف إيصال رسالة للمجتمعات الأخرى حول الحجاب الإسلامي وجماليته ومعانيه.

تقول رجاء الحمد المبتعثة في الولايات المتحدة الأميركية "لا أنكر أني كنت أشعر بتخوف من وجود صعوبات في تقبل المجتمعات الأخرى للحجاب، وعندما حصلت على الموافقة على الابتعاث وكان هاجسي الأول والأخير أن أعطي انطباعا مميزا عن الفتاة المحجبة هناك، خصوصاً أني أهتم بأناقتي". وأوضحت أنها وجدت صعوبة في البداية في اختيار ملابس ملائمة للارتداء في أول سنة دراسية، إلا أنها وجدت بعد ذلك أن الأمر لا يخلو من المتعة والابتكار، حيث إن زميلاتها أصبحن يبتكرن أزياءهن الخاصة، التي تجمع بين الحشمة والجمال في آن واحد.

لولوة العبد العزيز (مبتعثة في بريطانيا) قالت إنها كانت ترتدي عباءاتها السوداء التي فصلتها خصيصاً لارتدائها في بلد الابتعاث، إلا أنها وجدت بعض المضايقات من بعض الطلاب البريطانيين حتى قررت أن ترتدي عباءات ملونة.

وتضيف أن الكثير من زميلاتها العربيات يرتدين المعطف الطويل، الذي كان مشابها للعباءة، خصوصاً أن الجو في بريطانيا بارد في أكثر الأحيان، في حين أن الكثير منهن يتنافسن في إظهار أناقتهن بالحجاب بأفكار متجددة. خلود الصالح المبتعثة في أستراليا تقول إنها أثناء وجودها في السعودية كانت تتصفح مواقع الأزياء و المنتديات لمعرفة الأفكار الجديدة التي تساعدها على ارتداء الحجاب بشكل مميز، وتعبر به عن شخصيتها ، وتقول خلود إنها لم تهتم في البداية بالتفاصيل ولكنها بعد دراستها في أول فصل دراسي أصبحت أكثر اهتماما في إبراز الحجاب بشكله الصحيح .

أما سحر القحطاني فتقول إنها لا تحب التركيز على إبراز أناقتها بالحجاب، ويتركز اهتمامها على أن يكون الحجاب ساتراً ومتناسق الألوان، دون التطرق إلى الإكسسوارات كما تفعل باقي الفتيات، مشيرة إلى أنها لا تجد الوقت أساساً للتفكير بهذا الموضوع لانشغالها بدراستها وتحصيلها العلمي.

بينما تخالفها زميلتها في السكن إيمان فتقول "خلال فترة الصيف، يأتي الكثير من الأهالي لقضاء الإجازة مع بناتهم في دول الابتعاث، وخلال ذلك يزداد عدد العرب والسعوديين في بعض المدن، وهنا يتعرف الكثير من الفتيات على طرق جديدة ومبتكرة للحجاب، لذلك يلجأن إلى إضافة بعض العناصر أثناء ارتدائه كارتداء القبعات خصوصاً إن كانت الأجواء باردة". نجاح الخالدي قالت إنها لا تركز على الأفكار الجديدة في الحجاب، وترى أن اهتمام الفتاة المتزوجة بالابتكار في الحجاب يختلف عن غير المتزوجة، وبرأيها فإن اختيار المتزوجات للحجاب يرتبط في بعض الأحيان بشكل أساسي بالأزواج، مشيرة إلى أن زوجها يرغب في أن يكون حجابها غير لافت للنظر.

وعلى العكس منها، تقول أمل العبد الرحيم إن زوجها يسمح لها بارتداء ما تريد شرط أن يكون حجابها لا يلفت النظر سواء بألوانه أو بطريقة ارتدائه، وتقول أمل وهي مبتعثة في السويد إنها لا تجد الكثير من العرب لذلك تجد راحتها كثيراً في ارتداء الحجاب بشكل مرتب وبسيط .