استمرارا لثقافتهم التي اعتادوا عليها في بلدانهم قبل مجيئهم للمملكة، يحرص آسيويون أن تكون "الدّراجات الهوائية" وسيلة نقلهم المفضّلة في طرقات وشوارع الرياض معيدين بذلك وسيلة نقل قديمة اندثرت في ظل تطوّر وسائل النقل الحديثة كالسيارات والحافلات.

ويلفت نظر مرتادي بعض المواقع الحكومية والشركات والمؤسسات الكبيرة إلى وجود عدد من الدراجات الهوائية "المربوطة" بأعمدة الإنارة أو اللوحات الإرشادية أو الأشجار المحيطة بتلك الجهات، إلا أن هذه الدراجات هي لعمالة فضلوا أن تكون وسيلة نقلهم لتحل بديلا عن وسائل النقل الثقيلة كالحافلات والسيارات.

وخلال رصد "الوطن" تبيّن أن غالبية من يستخدمون هذه الدراجات هم من جنسيات شرق آسيا كالفلبينيين والنيباليين والأندونيسيين وأيضا بعض العمالة من الهند وباكستان وبنغلاديش.

وقال أحدهم ويدعى ارفال دونني "نيبالي" أنه في ظل عدم قدرة بعض العمالة على شراء سيارات خاصة، ولرغبتهم في التنقل السريع من وإلى مقر أعمالهم يحرصون على استخدام الدراجات الهوائية كون أسعارها معقولة ولا تحتاج إلى صيانة دوريّة وتؤدي الغرض بفاعلية كبيرة، كما أنها تستطيع تجاوز الإزدحام الكبير للمركبات في شوارع العاصمة وبالتالي تكون أكثر وسيلة نقل مناسبة للعديد من العمالة، فيما يستخدمها البعض الآخر لنقل بعض الحاجيات الخفيفة كما يفعل عمال توصيل طلبات التموينات والمطاعم وغيرها.

ويشير العامل برهان أحمد إلى أن استخدام هذه الدراجات جزء من ثقافة بعض الجنسيات في شرق آسيا وقد تكون وسيلة بعضهم الوحيدة هناك وحينما قدموا للمملكة استمروا في استخدام هذه الوسيلة التي وصفها بأنها آمنة كثيرا وسهلة الإستخدام ولا تحتاج تكاليف مادية كبيرة سوى دفع مبلغ معقول لا يتجاوز 700 ريال للنوع الجيد منها، ويزوّدها بقفل محكم لربطها في الأعمدة والأشجار القريبة من مقر عملة حفاظا عليها من العبث أو السرقة لتكون وسيلته في التنقل وتكفيه عناء انتظار الحافلات الكبيرة أو دفع مبالغ يومية لسيارات الأجرة "الليموزين".