عززت القوات السورية وشبيحة النظام من قصفها وحصارها على مدينة الحفة في محافظة اللاذقية أمس ولليوم الثامن على التوالي، فيما قالت متحدثة باسم الأمم المتحدة إن مراقبي المنظمة الدولية الذين سافروا إلى الحفة للتحقيق في تقارير وجدوا أن البلدة خطيرة للغاية بدرجة تحول دون دخولها. وذكرت سوزان غوشة عبر الهاتف من دمشق: الوضع الأمني غير آمن? ?لدخولهم. كانوا عند آخر نقطة تفتيش وقالت الحكومة "?يمكنكم المرور? ولكننا رأينا أنه غير آمن". ومنع عدد من سكان قرية الشير في ريف اللاذقية الموالية للنظام السوري وفدا من المراقبين من بلوغ الحفة. وذكر المرصد السوري "قطع سكان قرية الشير الموالية للنظام طريقا رئيسيا تقود إلى مدينة الحفة، بأجسادهم حين تمددوا أرضا أمام سيارات المراقبين". وأوضح أن "الحاجز البشري" حال دون مواصلة الفريق طريقه، "فعاد أدراجه للبحث عن طريق آخر من أجل الوصول إلى المدينة".
وصعدت القوات النظامية من قصفها لمدينة الحفة التي استقدمت إليها "تعزيزات عسكرية". وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي أن "قوات النظام تستخدم في قصفها قذائف الهاون والمدفعية وراجمات الصواريخ"، مشيرا إلى أن "مئات المقاتلين المعارضين يتحصنون في الحفة وجبل الأكراد المجاور". وعبروا ناشطون عن مخاوف من حصول "مجزرة" في المدينة إذا نجحت القوات النظامية في اقتحامها. وذكر مقاتلو المعارضة أنهم يكافحون من أجل تهريب مدنيين محاصرين وسط القتال. وقالوا إنهم أبعدوا المدنيين إلى مشارف الحفة. وأوضح مقاتل عرف نفسه باسم أبو الودود "كل بضعة أيام نتمكن من فتح طريق لإخراج الجرحى ومن ثم استطاعت بعض الأسر الهروب. نحاول إخراج كل الأسر حتى يتمكنوا من الهرب إلى تركيا" على بعد 25 كيلومترا.
وفي دير الزور لقي 30 شخصا على الأقل بينهم أطفال حتفهم فجر أمس بسبب قصف القوات الحكومية. وأوضح الناشطون أن القذائف تتساقط على مناطق في دير الزور بعد احتجاجات ليلية شهدتها هذه المناطق احتجاجا على المجازر وقتل الأطفال على يد القوات النظامية. ونشر الناشطون مقاطع فيديو تظهر فيها سوريات وهن ينتحبن بجوار جثث أطفال صغار. وفي الوقت نفسه يتواصل القصف على مدينة حمص ومدن أخرى في المحافظة، مما تسبب بمقتل مواطنين اثنين في الرستن. ووفقا للمرصد السوري فقد تعرض حي الخالدية لسقوط قذائف وإطلاق نار مصدره "القوات النظامية التي تحاول اقتحام الحي منذ أيام". وقال الناشط أبو بلال إن هناك نحو "400 مدني بينهم نساء وأطفال محتجزون في مدرسة في حي جورة الشياح". وأكد "عدم وجود مقاتلين" في أحياء حمص القديمة، "لكنها تتعرض للقصف رغم ذلك". وأضاف "نخشى حصول مجزرة كبيرة، إذ إنه القصف الأعنف الذي نشهده"، مشيرا إلى أن "حوالي 50 جريحا في حمص القديمة يحتاجون إلى عمليات جراحية".