لم يرق منظر ممارسة الرجال للرقية الشرعية على النساء "أم عبدالرحمن" فبادرت بتعلم الرقية وممارستها لعلاج بنات جنسها، فيما رحب رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة تبوك الشيخ سليمان العنزي بذلك مؤكدا أن الرقية ليست حكرا على الرجال ويحق للمرأة التي لديها علم شرعي ممارستها.
"الوطن" تحدثت مع أم عبدالرحمن التي تمارس رقية النساء في تبوك وتحظى بإقبال كبير، حيث أكدت أن رغبتها في ممارسة الرقية أتت بعد أن شاهدت منظر الرقاة وهم يجمعون النساء ويرقونهن، مما ولد لديها الرغبة في أن تتولى هي هذه المهمة. وتضيف: تأثرت كثيرا بمنظر النساء حين كان يقرأ الرقاة عليهن، وتمنيت أن تكون لدي القدرة في علاجهن.
وأكدت أم عبالرحمن "في العقد السادس من عمرها" أنها تعالج لوجه الله وبالمجان، لكنها تبيع بعضا من منتجاتها بسعر رمزي، حيث تعالج بعض الأمراض مثل البهاق والقولون وبعض الحساسيات والأورام السرطانية، وورم الغدة والسكر، وأمراض البرد، وتعتمد في علاج مريضاتها على الرقية واستخدام الأعشاب الطبيعية والعسل وزيت الزيتون وماء زمزم. ولا تكتفي بمعالجة النساء فقط فهي أيضا تعالج الأطفال الرضع، والأطفال دون سن العاشرة، وترقيهم وتساعدهم في معالجة بعض الأمراض مثل السكري الذي يصيب الأطفال.
وتقول أم عبدالرحمن: إنها رأت رؤيا في المنام ذات يوم فسرها لها أحد مفسري الرؤى بأنها ستكون معالجة للأمراض بإذن الله لتنطلق بعدها في علاج النساء والأطفال. وتذكر أنها تخرجت من إحدى جمعيات تحفيظ القرأن الكريم وقد حفظت 28 جزءا، وتضيف أن المرأه بحاجة إلى امرأة مثلها، تتفهم احتياجاتها، موضحة أنه بعد تخرجها من الجمعية بدأت برقية بناتها وأخوتها، وبعض من أقاربها. وأردفت لاحظت خلال تلك الفترة تحسن كثير من الحالات، فما كان مني إلا أن أصررت على إكمال مسيرة الرقية، كي أتمكن من علاج غيري من النساء، والآن يأتي إلي الكثير ممن يطلبن الرقية الشرعية من منطقة تبوك، ومن بعض أنحاء المملكة وخارجها أيضا.
وتقول المواطنة ابتسام الهاجري إن لديها صديقة كانت تعاني باستمرار من آلام في القولون، وكانت ترقد في المستشفى من حين لآخر، وطلبت منها أم عبدالرحمن رؤيتها، واستطاعت بعون الله أن تعالجها.
وتقول أم عبدالله: إنها عانت كثيرا من قراءة بعض الرقاة عليها، وتعرضت في علاجها لبعض الطرق الموجعة، وبعد زيارة "أم عبدالرحمن" تشافت مما كانت تعاني منه.
وأشارت أم وليد البلوي إلى أن النساء بحاجة ماسة لنساء يعالجنهن، حتى يجدن راحتهن أثناء القراءة عليهن مع عدم الخوف من التكشف أثناء الرقية. وأضافت بعض حالات العلاج عند الرقاة من الرجال تكون محزنة، والمريضة لا تعي ما يحصل معها أحيانا، فمن الأفضل في مثل هذه الحالات أن تكون هناك امرأة تتعامل معها، والنساء معروف عنهن طيبة القلب والرحمة والعاطفة الكبيرة.
إلى ذلك قال مدير هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة تبوك سليمان سليم العنزي، في حديثه حول الراقية أم عبدالرحمن: لأول مرة أعرف أن هناك امرأة تمارس الرقية الشرعية، فهذا الشيء جديد بالنسبة لي، لكن الرقية ليست حكرا على أحد فالرجل يرقي والمرأة ترقي أيضا، ففعل الرقية كفعل شرعي ليس فيه أي جدال. وعن وجود أي اعتراض في مسألة وجود امرأة تمارس الرقية الشرعية يقول لا، بل بالعكس ربما يكون هذا الأمر مفيدا للمواطن.