يعاني مجلس إدارة جمعية المسرحيين السعوديين من الاستقالات التي تعصف بالمجلس منذ الانتخابات التي عقدت في 2008، وأسفرت عن عشرة أعضاء ضمهم المجلس لم يتبق منهم إلا 8، ليعاود نائب رئيس الجمعية علي الغوينم التأكيد على أنه وزملاءه الباقين في المجلس لن يرشحوا أنفسهم في انتخابات الدورة المنتظرة.

وأكد الغوينم لـ"الوطن" أن المستقيلين لهم عذرهم وهم محقون في قراراتهم، موضحا أنهم ينتظرون من وزارة الثقافة والإعلام الإعلان عن موعد انعقاد الجمعية العمومية لاختيار مجلس إدارة جديد لها، وقال "سنترك المجال للشباب ليقودوا دفة الجمعية".

جاء ذلك على هامش انطلاق فعاليات العروض المسرحية للملتقى المسرحي الأول في تبوك أول من أمس، الذي ينظمه فرع جمعية الثقافة والفنون بتبوك، على مدى خمسة أيام بمشاركة أربع فرق مسرحية من المنطقة.

وقدمت فرقة "فنون ونجوم" أول تلك العروض للملتقى وهي مسرحية "الشلة" من تأليف فهد البلوي وإخراج محمد الرشيدي، تناولت هموم الشباب والصراع الثقافي بين جيلين مختلفين.

وأوضح مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بتبوك عمر الفاخري خلال كلمته في حفل الافتتاح أن هذا الملتقى ما كان له أن يقام، لولا فضل الله عز وجل ثم وقفة الأوفياء وروح الإصرار من شباب المنطقة، معربا عن أمله في أن يحقق الملتقى صورة مشرقة للمسرح بالمنطقة التي تزخر بالعديد من المواهب الفنية، وكل ما تحتاجه هو الدعم المعنوي والمادي، في وقت تعاني فيه فروع جمعيات الثقافة والفنون من شح المادة وعدم مساواتها بالجمعيات الأخرى والأندية الأدبية.

فيما وصف المخرج المسرحي سمعان العاني انطلاقة الملتقى بأنها مبشرة بالخير، وبداية لحراك ثقافي بالمنطقة، مشيرا إلى أنه بتعاون الشباب سيعلو المسرح في تبوك ويكون له حضور مميز في قادم الأيام بمشيئة الله.

وأضاف العاني "مثل هذه الملتقيات ستقودنا للاحتراف الحقيقي للمسرح، وما نشاهده اليوم من عروض مسرحية من شبابنا يدلل على أنهم قادمون بقوة، وسيكون مسرحنا السعودي منافسا على مستوى الخليج والعالم العربي".

وقال رئيس لجنة المسرح بمهرجان الجنادرية محمد المنصور إن الملتقى يكفيه نجاحا أنه أذاب الخلافات السابقة بين المسرحيين بالمنطقة، وعاد ليكتشف المواهب من جديد، مشيرا إلى أن الملتقى يشارك فيه حوالي 30 مسرحياً، ولو استمر منهم 15 مسرحيا فهذا يعتبر نجاحا آخر يضاف لنجاحاته. وأكد المنصور على أن المسرح السعودي "بخير ولا خوف عليه، وله حضوره العربي والعالمي، وما شهدناه الليلة خير دليل على ذلك".