استيقظت غالبية جماهير الكرة المصرية وهي لا تعلم أن ثاني أكبر البطولات الكروية في العالم انطلقت أمس، وتلك هي الحقيقة التي رصدتها "الوطن" وهي تجري تحقيقا حول متابعة المصريين لبطولة "يورو 2012"، وذلك استطلاع للرأي شمل قرابة الـ1000 شخص من مختلف الأعمار السنية من المهتمين باللعبة، حيث تبين أن 77% منهم لا يعلم أن البطولة انطلقت بالفعل، حتى بعد طرح سؤال واحد هو" كيف تتابع البطولة وما هي توقعاتك لها؟"، كان الرد بعلامة استفهام وتعجب، ورد كثيرون على السؤال بسؤال آخر "متى تبدأ البطولة"؟
فيما لم يكن الـ33 % من العينة على معرفة بموعد انطلاق البطولة على وجه الدقة، ولم يكونوا على علم بالمنتخبات المشاركة فيها، باستثناء المنتخبات الكبيرة مثل إسبانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا، كونها دائمة الحضور، فيما لم يعرف 81 % من جمهور الاستطلاع مكان إقامة البطولة.
والحقيقة أن هناك عوامل كثيرة جعلت من البطولة حدثاً هامشياً في حياة غالبية جماهير الكرة المصرية، أولها حالة الغليان التي يعيشها الشارع المصري على خلفية الأزمات السياسية، وانتخابات الرئاسة في البلاد.
ويقول الدكتور هشام عبدالحميد (27 عاما) "أعشق كرة القدم، وأتابع كل البطولات، لكن الظروف السيئة التي تعيشها البلاد جعلتني لا أهتم بمتابعة كأس الأمم الأوروبية".
فيما علق سيد عبدالعال (60 عاماً) بغضب "إحنا في أيه ولا أيه.. ماتشات أيه اللي نشوفها ونتفرج عليها والبلد مولعة، وكفاية اللي حصل في إستاد بورسعيد"، وتابع "أعتقدت أنكم ستسألونني عن محمد مرسي وأحمد شفيق، انتخابات الرئاسة يعني".
وثاني العوامل تفرغ غالبية المصريين لمتابعة برامج "التوك شو" السياسي التي تعرض على مدار الساعة في كل القنوات الفضائية العامة والخاصة، لمتابعة تداعيات الصراع على السلطة، ومتابعة آخر أخبار صحة الرئيس السابق حسني مبارك، ويقول تامر إبراهيم الرفاعي "كيف نعرف أن هناك بطولة بحجم وأهمية وقوة كأس أمم أوروبا، وحتي البرامج الرياضية في كل القنوات الفضائية تحولت إلى برامج سياسية، إضافة إلى فشل التلفزيون المصري في بث مباريات البطولة عبر قنواته الأرضية".
وثالث العوامل أن موعد انطلاق البطولة تزامن مع بدء امتحانات نهاية العام في الجامعات والمعاهد، وامتحانات الثانوية العامة، التي تفرض حالة من الطوارئ القصوى في مئات الألوف من المنازل.
ومنعت حالة العزوف الجماهيري عن البطولة المقاهي الكبيرة والشهيرة في الأحياء الراقية في القاهرة من إعلان حالة الطوارئ كما جرت العادة عند إقامة كبريات البطولات الكروية، كما أن تراجع السياحة منذ اندلاع الثورة أدى لتراجع أعمال المقاهي، حيث يقول صديق الحمادي، صاحب مقهى "كوفي شوب" كبير في شارع جامعة الدول العربية "كنا في مثل هذه البطولات نراهن على وجود السياح من الأشقاء العرب، لكن أين هم؟"