اختلف الناس.. حول أعداد السعوديين الذين سافروا إلى خارج المملكة خلال عطلة عيد الأضحى.. وسواء أكان العدد مليونا، أم مئة وخمسين ألفا، فليس هذا هو المهم!

المهم أننا ما نزال ممسكين بورقة وقلم ونحسب عدد الرحلات المغادرة شرقاً وغرباً.. ما نزال نقف عند المنافذ والحدود ونحسب عدد المغادرين خلال الإجازات.. وما أكثر الإجازات في بلادي!

الذي أريد الحديث عنه هو المتعلق بالملايين الذين لم يغادروا البلد خلال إجازة العيد.. خاصة الذين اضطرتهم ظروفهم العملية للبقاء في المدن وعدم المقدرة على مغادرتها نحو أي مكان حتى لو كان خيمة في الصحراء!

ماذا قدمنا لهم.. لا شيء.. هؤلاء يلجؤون عادة للمراكز التجارية الكبرى.. فما هي مظاهر العيد التي يجدونها وترسم على وجوههم البسمة والفرحة؟!

مسرحيات خفيفة للأطفال.. مسابقات.. عروض ترفيهية.. مهرجانات مرح.. عروض مسلية.. وغيرها؟!

لا شيء من ذلك.. مجرد دميتين تتحركان وسط السوق.. واحدة لإسفنجة المواعين "سبونج بوب" والثانية للفأر "ميكي ماوس".. يصافحان الأطفال، والصورة بعشرة ريالات!

هل نلوم الناس لو هربوا إلى الشرق والغرب؟!