أكد أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل أن احترام النظام والالتزام به لا يكون بالقوة أو بفرض العقوبات الصارمة فقط، ولكن بانتشار الوعي وبالارتقاء بالسلوك وبالأخلاقيات، وأشار إلى أن الإسلام علمنا أن القيم الإسلامية ترتكز على الأخلاقيات، وأن الله سبحانه وتعالى قد وصف رسوله عليه الصلاة والسلام بأنه صاحب خلق عظيم، وأضاف أن الأخلاق مرتبطة بالسلوكيات وبالتعامل، وأن السلوك الاجتماعي في احترام النظام هو المعيار والمقياس لمدى حضارة الأمم والشعوب، وقال "نحن أحرى من غيرنا بأن نضرب المثل في السلوكيات والأخلاق، لأننا ندين بالإسلام ولا يمكن للمسلم أن يكون بدون أخلاق".
وقال الأمير خالد الفيصل في كلمة ألقاها عقب تدشين كرسي الأمير خالد للنظام بجامعة الطائف أمس أن الأمم تقاس حضارتها بمدى احترام أهلها لنظامها ولا يمكن للإنسان أن يحترم مجتمعا لا يحترم نفسه ولا يمكن للإنسان أن يحترم نفسه ويحترمه الآخرون إلا إذا احترم نظام بلاده.
وأضاف "أردت أن أبدأ بهذه المقدمة قبل أن انتهي بالشكر للجامعة على تبنيها للمشروع، وللأخ مسعد – الممول لكرسي الأمير خالد الفيصل للنظام في جامعة الطائف - على تمويله لهذا المشروع، وأرجو من الجامعة ألا يكون العمل داخل أسوار الجامعة فقط، وألا يحرم المجتمع من المشاركة في هذا العمل، فنصيحتي أن تخرج الثقافة إلى خارج أسوار الجامعة لتعم الفائدة، وأن نشرك الشباب في هذا المشروع وفي غيره، لتتعلق بحياتهم وبمستقبلهم، فإذا استطعنا أن ننشر هذا السلوك بين شبابنا ضمنا مستقبلهم".
وكان أمير منطقة مكة المكرمة قد دفع أمس بـ5882 طالبا وطالبة إلى سوق العمل بعد إنهائهم لمتطلب الحصول على درجة البكالوريوس والماجستير في جامعة الطائف وكلياتها، وأطلق كرسي الأمير خالد الفيصل للالتزام بالنظام في أولى فعاليات زيارته لمحافظة الطائف.
من جهته، قال مدير جامعة الطائف الدكتور عبدالإله باناجة إن برنامج كرسي الأمير خالد الفيصل للالتزام بالنظام واحترامه يعتبر من البرامج التوعوية المميزة المتفردة لحث المجتمع على الانضباط والالتزام بالأنظمة واحترامها من خلال الندوات والمحاضرات ووسائل الإعلام من جهة، مما يدفع بأبحاث لتقييم الأنظمة التي تحكم حياة المجتمع وسلوكه ومعرفة مواطن القوة ودعمها ومعرفة مواطن الضعف ومعالجتها.
ومن جانب آخر، دشن الأمير خالد الفيصل ورشة عمل المرصد الحضري وأطلق المرحلة الثانية من مشروع المرصد الحضري لأمانة الطائف تحت شعار (معا لغد أفضل) بحضور محافظ الطائف فهد بن معمر وأمين الطائف المهندس محمد المخرج.
وقال أمين الطائف المهندس المخرج في كلمته أثناء الاجتماع إن المرصد يعمل على جمع وتحليل واستخدام المؤشرات الحضرية في إعداد سياسات التنمية الحضرية على جميع المستويات ومتابعتها وتقييمها كما يرصد الأوضاع والأشكال الحضرية وتغذية صناعة القرار في شؤون التنمية الحضرية بالمعلومات وتحويل المعلومات إلى مجموعة مؤشرات تساعد على وضع السياسات ورسم الخطط التي تحقق أهداف تنمية المدينة.
وأشار إلى أنه تم خلال الدورة الأولى إنتاج 51 مؤشرا من المؤشرات الحضرية العالمية وأن المرحلة الثانية من مشروع المرصد الحضري تهدف إلى إنتاج المؤشرات التنموية وتفعيلها في برامج التنمية المستدامة بالمحافظة.
إلى ذلك، اجتمع الأمير خالد بأعضاء شركة وج واستعرض مشاريعها المستقبلية ودشن ثلاثة مشاريع كبرى من مشاريع الشركة هي مشروع مصنع ورود الطائف لاستخراج الزيوت العطرية بتكلفة إجمالية قدرت بـ46 مليون ريال الذي يقام بالشراكة مع مجموعة عبدالصمد القرشي للعطور، ومشروع وج للخدمات الصحية مستشفى تخصصي بالشراكة مع مجموعة دلة للخدمات الطبية بتكلفة إجمالية 450 مليون ريال، ومشروع مجمع أكاديمية الطائف التعليمية بتكلفة 70 مليون ريال.
كما رأس الفيصل اجتماع المجلس المحلي وأطلع على حزمة المشاريع التنموية في الميزانية الجديدة تشمل الطرق، التعليم، البلديات، والصحة، منها 28 مشروعا بجامعة الطائف، و9 مشاريع كهربائية، و10 مشاريع تعليمية، و7 مشاريع صحية، و10 مشاريع طرق، و8 للمساجد والأوقاف، ومشاريع أخرى في مجال الخدمات البلدية والمياه والزراعة ، ثم التقى بمشايخ وأعيان ورؤساء الإدارات الحكومية، بحضور نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلطان ومفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ.
ومن على منصة استاد الملك فهد بالحوية، شهد الأمير خالد الفيصل حفل افتتاح مهرجان الطائف السياحي الطائف "أحلى وأحلى" الذي انطلقت فعالياته عند العاشرة من مساء أمس بحضور جمع كبير من الأهالي والزوار.
وقال رئيس اللجنة التنفيذية للمهرجان المهندس محمد المخرج إن المهرجان يأتي بالتزامن مع ذكرى البيعة السابعة، والطفرة التنموية الكبيرة في الطائف، مستشهدا بمشاريع الطائف.
من جهة أخرى، يزور الأمير خالد الفيصل صباح اليوم محافظة تربة، يلتقي خلالها بأعيان ومشايخ ورؤساء الإدارات الحكومية فيها ويجتمع بأعضاء المجلس المحلي.
كما يزور الأمير خالد عصر اليوم محافظة الخرمة ويلتقي بأعيان ومشايخ ورؤساء الإدارات الحكومية فيها ويجتمع بأعضاء المجلس المحلي الذي سيعرض احتياجات الأهالي ومن أبرزها إنشاء مدينة جامعية.
من جهة أخرى قال الأمير خالد الفيصل في تصريح صحفي أمس عقب اجتماعه بأعضاء المجلس المحلي بمحافظة الطائف: "أهنئ القيادة الحكيمة على ما وصلت إليه التنمية في منطقة مكة المكرمة، والطائف خاصة، وأسعدني عدد المشاريع التي نفذت العام الماضي وهذا العام والتي هي تحت التنفيذ، هناك مشاريع الآن بقيمة 6 مليارات و841 مليون تحت التنفيذ في الطائف.
وقال أمير منطقة مكة المكرمة: "سعدت بحضوري حفل تخرج طلاب وطالبات جامعة الطائف وما أبهجني فيها أنني رأيت ثمرة فروع الجامعة في رنية والخرمة وتربة التي أثمرت ثمرا سريعا فاق كل التوقعات، فمن ضمن الخريجين والخريجات هذا العام 758 طالباً وطالبة تخرجوا من الفروع، والغريب في الأمر أن عدد الطالبات أكثر من عدد الطلاب المتخرجين من هذه الفروع، والحمد لله أنشئت هذه الفروع قبل 4 سنوات واليوم تخرج طلابها".
وأضاف أن وجود فروع للجامعات في كل المحافظات بمنطقة مكة المكرمة أحدث نقلة نوعية في الوعي والثقافة والعلم.
وعن تحول المنطقة إلى ورش عمل غير هادئة، قال الأمير خالد الفيصل نحن لا نريد أن نهدأ من العمل في مجال التنمية، وعن المشروعات المتعثرة، قال إنها تقلصت بصورة كبيرة خلال ثلاث السنوات الأخيرة، وتحول كثير منها من متعثرة إلى متأخرة بفضل الله، ثم الهيكلة الجديدة وإنشاء وكالة للتنمية وإدارة لمتابعة المشاريع المتعثرة.
وأوضح أن مشكلة المرور في المدن الكبيرة لن تحل إلا بعد الانتهاء من المشاريع القائمة.
.. ويتعهد بالعمل يدا بيد مع كل عمدة لتنفيذ المشاريع
مكة المكرمة: هاني قفاص
تعهد أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل بأن يضع يده الكريمة بيد كل عمدة حي للعمل سويا على تنفيذ مشاريع الدولة المختلفة سواء الاقتصادية منها أو الأمنية وكذلك الاجتماعية.
وأشار في كلمة له عقب تدشينه أمس الفعاليات والبرامج المصاحبة لملتقى "عمدة الحي من منظور عصري"، الذي نظمته جمعية مراكز الأحياء والغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة، بقاعة الملك عبدالعزيز التاريخية بجامعة أم القرى بالعابدية، إلى أن تهميش دور العمدة في الحي يعتبر من الأخطاء التي يجب أن تصحح، مؤكدا بأن للعمدة دورا أساسيا في التنمية وكذلك في الأمن.
ووجه رسالة إلى العمد الحاضرين مفادها أن يتأكد كل واحد منهم بأنه زميل لسموه الكريم في منطقة مكة المكرمة، مؤكدا أنه يعتز بهذه الزمالة، لافتا إلى أن للعمدة دورا مهما في الحي، ولديه مسؤوليات والتزامات لكل ما يتطلبه المواطن في الحي، ومساعدة ومساندة المواطن بالحي، مبينا أنه يشارك في مختلف الأمور كمواطن. وقال: "هو رجل أمن وكذلك رجل اجتماعي بالحي، وهو رجل يقدم المساعدة وفي الحضور ويقدم جاهه وجهده في خدمة المواطن بالحي ورجل اقتصاد أيضا"، لافتا إلى أنه قبل ذلك وذلك إنسان، يقدم المساعدة والجهود لخدمة المواطنين بالحي. وأشار إلى أن "العمودية" مسؤولية تقع على عاتق إمارة المنطقة، مبديا سعادته بالمشاركة في فعاليات هذا الملتقى، مضيفا: "لا ننسى التوصيات والتوجيهات التي تلقتها إمارة منطقة مكة المكرمة من خادم الحرمين الشريفين ومن سمو ولي العهد الأمين في هذا الجانب".
وتمنى سموه التوفيق للقائمين على هذا الملتقى، والوصول في نهاية هذا الملتقى للتوصيات التي يطمح إليها الجميع، وإكمال المسيرة لتفعيل دور العمدة في الحي، ملمحا إلى أن هذا الملتقى هو البداية والانطلاقة لتفعيل وتحسين الأداء لهذا الدور.
يذكر أنه تقرر أن تبدأ الفعاليات المصاحبة للملتقى اعتبارا من اليوم في مكة المكرمة ومحافظتي جدة والطائف كل على حدة. من جهته، أوضح ضابط اتصال اللجنة المنظمة في مكة المكرمة وعضو جمعية مراكز الأحياء سلطان الجعيد أن جدول الفعاليات بمكة المكرمة يتضمن إقامة ورشة عمل بعنوان "عمد الأحياء آفاق مستقبلية"، ستنطلق اليوم بمشاركة العمد، وأعضاء مجالس جمعية مراكز الأحياء والغرف التجارية. وذكر أنه سيتم تنظيم أمسيات وبرامج في مقار الفعاليات الصيفية والمهرجانات الترفيهية التي تقام في مكة المكرمة خلال الإجازة الصيفية لتعريف المجتمع بدور ومهام العمدة كما ستتم إقامة لقاءات مفتوحة بين العمد وطلاب الأندية الصيفية وكل فئات المجتمع. وبين أن الملتقى يهدف إلى تكوين نواة تطويرية لمهام وأعمال عمدة الحي يسهم في تحقيق التكامل بين الجهات ذات العلاقة ويرسخ مفهوم العمدة في المجتمع.