تحدث الفنان خالد الشيخ مع "روتانا إف إم" ـ قبل أسبوع ـ في ضيافة أحمد الحامد، على مدى ساعتين، طغت صيغة الماضي على لهجته. ظهر ليناقش التاريخ ويسترجع الذاكرة، ويبرر غيابه بحالة مزاجية مخلوطة بضجر فوقي، في حين أن لطف الحامد الغامر، منعه من مواجهته بما لا يود. واضح أن الأخير كان يداري نزق صاحبه، كان خالد الشيخ مشروع الحركة اليسارية الفني في الخليج منذ أن كان طالبا في الكويت نهاية السبعينات، وحين أُعلن عن قيام "مجلس التعاون الخليجي" قدم أغنيته "طاق طاق طاقية.. رين رين خليجية"، ومن المفارقات أن تلفزيونات الخليج كانت تبثها في مناسبات القمة المتعددة عبر السنوات، ولما حدث الغزو العراقي للكويت صمت الشيخ، فعد الكويتيون صمته جحودا، ومنذ ذاك لم يطأ الشيخ البلد الذي انطلق وتعلم به طالبا وموسيقيا وفنانا، لم يكن صوته مذهلا، لكن الدعاية التي حظي بها فتى البحرين كانت عريضة، فنان المثقفين، وقصص وعلاقات شخصية وأراء ضاجة.
وفي الثمانينات أغضب الشيخُ أبا بكر سالم، إذ كان أبو أصيل يرى أن الشيخ يعبث بالتراث الموسيقي اليمني، ويقدمه بما لا يتناغم مع حقيقته وفق صيغ تجارية، فيما كان الشيخ يرى أنه يعيد تجديده وبعث الحياة فيه، أفضى هذا السجال ـ لاحقا ـ إلى توقف مشروع الشيخ الغنائي وفراغه للألحان التي برع فيها، راهن الشيخ على صوت عبدالمجيد عبدالله، والذي رآه مجرد محطة في سلم النجاح سرعان ما استغنى عنها لصالح الشهري، جن الشيخ الذي كان أسهم في تلحين "ياناس أحبه" التي أطلقت الشهري للنجاح، فحاول الانتقام من عبدالمجيد بدعم علي عبدالستار في "المعنى يقول".. نجحت الأغنية وفشل المشروع. عاد إلى نخبويته وبعد سنوات صمْت قدم بالصوت والموسيقى تجربة "وجوه" التي كانت مثيرة مجنونة بصوت هدى عبدالله، وقصائد قاسم حداد وقلة من الأعمال، مال بعدها لعبدالله الرويشد، محاولا تعويض ما فات لكن ما فات لايعود، حتى وإن برر بالمزاجية المخلوطة بغضب فوقي.