في الجزء الثاني من حواره المطول مع "الوطن" يواصل سامي الجابر الرد على منتقديه، ويصعّد من لهجته في الرد على كثير ممن انتقدوه، معتبراً أنه النجم رقم واحد، وأنه السوبر ستار، وأن منتقديه يلجؤون لانتقاده لأنهم يرون في ذلك الطريق الأسهل للوصول إلى شهرة يبحثون عنها.

وكان الجابر دافع عن نفسه أمس في الجزء الأول من حواره، وقال "أقنعوا القرود أن الفراولة ألذ من الموز حينها سأقبل أنني فعلاً أحارب النجوم في الهلال".

كما تحدث الجابر بصراحته المعهودة دون تجمل أو استخدام بهارات لتجميل إجاباته، قال إنه يريد أن يخاطب عقلاء الهلال ويبتعد عن "الخرابيط".. كاشفاً عن سر انضمامه إلى الجهاز الفني بنادي أوكسير الفرنسي وتاريخ توقيع العقد.

كما بدا مصدوماً جداً من واقع المجتمع الرياضي السعودي وبيئته التي وصفها بالطاردة..

وقال إن قراءة شفاهي وترجمة حديثي عن الحكم الإيطالي دانيلو جيانوكارو انتقام من أعداء حقيقيين..

وبجرأة قال "لن أتعب نفسي بالدخول في انتخابات رئاسة اتحاد القدم".

إليكم الجزء الثاني من الحوار..

عشت حالة خاصة بعد طردك من قبل حكم الساحة الإيطالي دانيلو جيانوكارو في لقائكم الأخير مع الأهلي في كأس خادم الحرمين الشريفين وإيقافك من قبل لجنة الانضباط؟

يمكن أن تطرحوا السؤال بأسلوب آخر.. لم أتلفظ على الحكم الإيطالي، فقط يمكن أنني خرجت عن طوري، ومصداقية لكلامي أن الكاميرا اتجهت لأسوار الملاعب، أخذوا بالتحدث عن تلك الحادثة وقيامي بالتلفظ بألفاظ غير جيدة، لتكون مادة دسمة مثلاً لدى الأطفال وعقول الأجيال المقبلة، ونسي أولئك أنهم قرؤوا شفاهي لتلك الأجيال وترجموها لهم.. ياترى هل تلك الأجيال التي تتراوح أعمارها ما بين الـ7 والـ13 سنة يعرفون من خلال شفاهي ماذا قلت للحكم الإيطالي؟

لا نعتقد أنهم قصدوا ما تقوله؟

إذن لماذا تترجم بهذه الطريقة، وتعلم تلك الأجيال أنني تلفظت بتلك الكلمة.. أصبحت المسألة انتقاماً، هل من الضروري عندما يسقط الإنسان أو يخطئ أن نوجه له سهام النقد بحيث نشوه صورته أمام المجتمع.

نفهم من حديثك أن هؤلاء النقاد لم يكونوا محقين بتفسير ما قلته للحكم؟

هؤلاء هم من أكبر الأعداء الحقيقيين للكرة السعودية، هناك السيئ والجيد، لكن حين يطغى السوء تكون الخسائر فادحة.

وهل تعتقد أن الإطاحة بالكرة السعودية تتم عبر استهداف نجومها وإسقاطهم بالنقد السلبي؟

يجب أن نفرق بين النقد والانتقام والحقد والقذف، فالنقد لا يؤثر، كنا نحقق البطولات مع المنتخب السعودي ونصل إلى كأس العالم وكذا الحال مع الأندية، وكنا نتلقى مساحات كبيرة من النقد، لكن الحال تبدل إلى النقد وإلى شخصنة الأشياء.

إذاً ترى أنك أصبحت لقمة سائغة لدى وسائل الإعلام وأفواه النقاد مع انتشار الفضائيات وتعدد وسائل الإعلام؟

لا..لا.. لكن النقد الموجه لي يؤدي إلى طريق واحد وهي تحقيق الشهرة لأولئك المنتقدين، فمنذ اعتزالي قبل 4 سنوات ما زالت البرامج الرياضية تخصص ساعات طويلة في توجيه النقد لي، بل وصل الأمر إلى وجود 3 برامج في يوم واحد تنتقدني وتتحدث عني، أعتقد أنني ما زلت النجم رقم واحد، وهذا يؤكد أنني ما زلت نجماً سوبر ستار.. وحتى بعد اعتزالي يحاولون تشويه صورتي في المجتمع بأي طريقة وبأي شكل من الأشكال، لكنهم لا يعرفون أنني رقم واحد في المجتمع بالرغم من اعتزالي الكرة قبل 4 سنوات.

بما أنك الرقم واحد في المجتمع هل ستخوض العملية الانتخابية المقبلة للترشح لرئاسة اتحاد القدم السعودي وستدخل الجولة الانتخابية بقوة؟

لا.. أرفض رفضا تاماً الدخول في تلك الانتخابات.

لماذا؟

كوني أعرف ما سأقدم عليه ولا أريد أن أتعب نفسي، والأجواء الحالية لا تشجع أن أرشح نفسي وأكون رئيساً للاتحاد السعودي لكرة القدم.

ربما يرى البعض في كلامك حالة من الغرور، ما ردك؟

هذه وجهة نظر، وهي مختلفة تماماً عن الغرور.

كيف ترى مستقبل الفريق الكروي في نادي الهلال؟

أفضل عدم الخوض في الحديث عن نادي الهلال وشؤونه الكروية كوني أركز حالياً على اختباراتي ودراستي الجامعية، كما لن أتحدث عن صفقاته إلا حين التأكد منها بنسبة 100%.

قيل إنك طالبت بهيكلية إدارية جديدة داخل الفريق للتخلي عن منصب مدير عام الفريق الكروي الأول؟

هذا رأيي منذ زمن، وكنت قد طلبت من رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد ألا أكون مديراً عاماً للفريق الكروي لأن تلك المسميات موجودة في أوروبا، فالاحتراف يعتمد على مسمى المدير الفني وهو المسؤول الأول والأخير عن كل ما يخص كرة القدم.

ولكنك عملت في منصب مدير عام الفريق طيلة الفترة الماضية؟

صحيح ولكن في السنة الأخيرة بدأت أجنح للعمل الفني بصورة أكثر من العمل الإداري.

وهل أنت راض عما قدمه الهلال في الموسم المنصرم؟

استغرب من يصف الموسم الكروي المنصرم بالسيئ لنادي الهلال، فإذا كنا حققنا بطولة كأس ولي العهد (إحدى أهم البطولات الثلاث في السعودية)، وتأهلنا إلى دور الثمانية في دوري أبطال آسيا، وحقق الفريق الكروي المركز الثالث في بطولة الدوري، ووصل الفريق إلى نصف النهائي في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، فهل هذا سيئ.. والأضداد يعرفون ذلك جيداً، لكنهم يحاولون غرس الفكرة السيئة في أذهان الجماهير الهلالية.

إذا كان الهلال رغم سوء الأداء يحقق ما حققته الفرق الكبيرة من بطولات، فإن المقصود إذاً استهداف الكرة السعودية عموماً للقضاء عليها، والحديث عن أنها تعاني.

إذاً تعتقد أن الهلال ما زال مخيفاً للفرق الأخرى المنافسة على الرغم من عدم تحقيقه لبطولة الدوري؟

طبعاً.. إلى آخر أسبوعين من منافسات دوري زين كانوا يخافون من الهلال ويخشونه أن ينال بطولة الدوري، وكانوا يخشون وقوع الكارثة عليهم فيما لو حقق الهلال بطولة الدوري، بالرغم من تلك المصاعب التي واجهها.

العقلية الاحترافية للاعبين اختلفت عن السابق، هل بات اللاعبون المحترفون حاليا متعبين للأجهزة الإدارية والفنية من حيث السلوكيات والانتظام بالبرامج التدريبية والغذائية؟

معظم مشاكلهم في تجديد عقودهم وفي أدائهم وفي أشياء كثيرة.

ولكنهم يشترطون عقوداً ضخمة أكثر مما يقدمونه في الساحة الكروية؟

رأيي الشخصي أن يطلب اللاعب ما يريد من المال في عقده الاحترافي، المشكلة ليست مشكلة اللاعب السعودي بقدر ماهي مشكلة اللاعبين الأجانب الذين يحترفون في الملاعب السعودية، إذ إنهم لا يحدثون الفارق الفني مع فرقهم التي تقدم لهم العقود الاحترافية الضخمة، لذا فمن الطبيعي أن يطالب اللاعبون السعوديون بعقود مماثلة أو بنسبة أقل بقليل.

وهل تعتقد أن لاعبي الهلال صنعوا الفرق؟

اللاعبون السعوديون دائماً يصنعون الفرق، وحدث ذلك في الموسم المنصرم وفي المواسم السابقة.

نقصد المحترفين الأجانب؟

قدموا كل ما لديهم ولا يمكنني أن أقيم أداءهم، فمستوياتهم الفنية هي التي تضعهم في التقييم، فحين يقدم المحترف الأجنبي المستويات الكبيرة ويصنع الفارق نطالب ببقائه، أما حين يحدث العكس فلن نجامله من أجل سواد عيونه أو من أجل شعره الأشقر.

كثير من صفقات الهلال تكون لك اليد الطولى فيها، أليس كذلك؟

لن أتهرب وأقول لست مسؤولاً، أنا المسؤول عن جميع صفقات الهلال سواء اللاعبين المحليين أو الأجانب طالما أنني مسؤول في نادي الهلال.

ربما يكون عدم تهربك وتحمل تلك المسؤولية والشجاعة في ذلك من أجل تخفيف حدة النقد الموجهة لرئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد وتخفيف الضغوط الإعلامية والجماهيرية عنه؟

نحن إدارة واحدة فأي قرار تطال مضامينه السلبية يتحمله الجميع، تماماً كما يحدث حينما تكون آثاره إيجابية.

عندما يحقق الهلال بطولة هل تريد أن أخرج وأقول إنني اخترت هؤلاء اللاعبين، وعندما يحدث العكس أتبرأ من المسؤولية وأتنصل منها وأحيلها للمدرب؟.. هذا ليس عملاً جيداً، أنا أتحمل مع رئيس مجلس الإدارة ومع بقية أعضاء مجلس الإدارة كل ما وصلنا إليه من تعاقدات كروية وتدريبية وهو من عملنا وصنعنا، فإن أصبنا في عملنا فمن الله وإن أخطأنا فهو من عند أنفسنا.. والهلال حين يحدث له هبوط في المستوى في موسم ما فإنه في الموسم الذي يليه يحقق البطولات وهذا ديدن الفريق.

هل تعتقد أن جميع الهلاليين متفقون على جودة العمل الذي قمت به في الفترة السابقة للفريق الكروي وللنادي بشكل عام ويريدون استمرارك؟

لا توجد شخصية تتولى أي منصب إداري أو منصب مدير فني يتفق عليها الجميع.. الشيء الذي أقوله وأردده دائماً أنني لا أعرف المجاملة ولا أجامل أي فرد، أنا رجل عملي، الاحترام والعلاقة الشخصية والتقدير موجودة في عملي، لكن لا أجامل أي فرد لا يعطي للفريق، من يستطيع أن يعمل للفريق ويقدم له الشيء المفيد سيكون هو الموجود، وإذا حدث العكس سأنفض يدي منه حتى لو كان قريباً وعزيزاً علي، لأن الاحتراف هو سيد المواقف لدي، ولو استجبت لما يطلبه المتعصبون تجاه لاعبيهم المفضلين أوالأشخاص الذين يحبونهم لما بقيت في الهلال كل السنوات، ولما وفق الهلال في تحقيق 6 بطولات من أصل 13 في السنوات الأخيرة.