ماذا ستنتظر منظمة الأمم المتحدة أكثر، بعد مطالبة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لها أمس باستصدار مشروع يدين المتعرضين للديانات السماوية أو الأنبياء، سواء كان ذلك على صعيد دول أو مجموعات؟! هل تنتظر أن تتكرر الفوضى والأحداث الدموية التي ضربت كلا من القاهرة وبنغازي نتيجة الفيلم المسيء للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم؟ أم يسرها أن يبقى العالم الإسلامي مشتعلا للأبد؟ ويبقى المشنعون على الرموز الإسلامية دون عقاب؟
الملك عبد الله بن عبد العزيز اختصر على أكبر منظمة دولية في العالم، الطريق في عملية التعاطي مع المسيئين للأديان والمعتقدات السماوية.. ولا أذكر خلال السنوات القليلة الماضية أن تعرض دين سماوي للإساءات كما تعرض لها الإسلام والمسلمون. لا أحد يكابر على حقيقة أن السبب في تشويه صورة الإسلام والمسلمين هم بعض أبنائه الذين جنحوا نحو التطرف بأفكارهم وعدائهم لكل من يختلف معهم، ولكن يبقى السؤال: ألم يسأل الغربيون أنفسهم لماذا يكرهنا بعض المسلمين؟ ولماذا يصل حد كره البعض أن يجعل من نفسه قنبلة تنفجر بسفارة أو مجمع تجاري أو تستهدف موكبا دبلوماسيا وغير ذلك من أشكال الاعتداءات التي سجلت مؤخرا؟..
هذه التساؤلات التي أراها "مشروعة" لا تسعى لتبرير العنف والعنف المضاد. ولكي يفهم الغربيون سبب عداء بعض المسلمين لهم، ما عليهم إلا أن ينظروا لمثال "القضية الفلسطينية" التي تراوح مكانها منذ أكثر من 60 عاما ولم تحصل على الاعتراف الدولي، بينما دولة حديثة كـ"الجنوب" السوداني تحصل على الاعتراف قبل أن تجف أصابع المصوتين من الحبر الذي قادهم للانفصال.
على المجتمع الدولي أن يعي جيدا أنه كان شريكا غير مباشر فيما يحدث من ازدراء الأديان، وعليه أن يعمل على تصحيح خطئه بالمسارعة في تنفيذ مطالبة الملك عبد الله.