شهدت وكالات السفر والسياحة ارتفاعاً في الطلب على الحجوزات من قبل الأسر السعودية الراغبة في قضاء إجازة صيف هذا العام في المنتجعات والمصحات الطبية والاستجمامية بجمهورية التشيك، للاستفادة من شهور الإجازة في علاج أفراد أسرهم والاطلاع على معالم الجمهورية، في الوقت الذي سجل الإقبال على السفر إلى مصر نسبة ضئيلة بسبب الظروف السياسية التي تمر بها البلاد، وفقا لما أدلى به مسؤول حجوزات في وكالة العمودي للسفر والسياحة في جدة محمود صالح.

وقال صالح في تصريح إلى "الوطن"، إن وكالات السفر شهدت هذا العام إقبالاً من الأسر السعودية على الحجوزات السياحية للمصحات التشيكية والمنتجعات السياحية، وذلك رغبة منهم في تلقي العلاج وقضاء أوقات الإجازة الصيفية، كاشفا أنه من خلال التواصل مع مكاتب السفر والسياحة في مدينة جدة بلغ عدد الحجوزات من قبل الأسر السعودية لجمهورية التشيك ما يقارب 800 أسرة و1500 شاب بدون أسرهم، مبرراً زيادة الإقبال على تلك الوجهات السياحية بأن أغلب المصحات الصحية والمنتجعات الترفيهية بالتشيك مازالت تحتفظ بمكانتها، وما زال الآلاف من السياح السعوديين والعرب يزورونها. وعدد صالح أشهر المنتجعات والمصحات التي يقصدها السياح، وهي: مصحة الحجري، مصحة نوفا لازني للأطفال، مصحة الراديوم بالاس، مصحة دار كوف، مصحة بتهوفن. مشيراً إلى أن تلك المصحات تمتاز برخص الأثمان التي تتقاضها من السائح السعودي بدل خدمات الاستجمام والعلاج والإقامة، موضحا أن مكاتب السفر والسياحة تقوم بالتواصل مع المصحات في تلك البلاد، وإرسال التقارير الطبية للراغبين في السفر، ومن خلالها تحدد مدة الإقامة في المصحة. ففي كثير من الأحيان لا يتجاوز سعر الليلة 750 ريالا. وأكد تراجع الحجوزات بنسبة 90% لكل من مصر وسورية ولبنان خلال هذا العام، وذلك بسبب الأحداث الجارية التي تشهدها المنطقة، واعتبر وجهة السعوديين الراغبين في قضاء إجازتهم الصيفية لدول أخرى، لم تكن في الحسبان، مما سبب ضغوطات على حجوزات الطيران لهذه الدول، فأكثر الدول استقطاباً للسياح السعوديين هي: التشيك، كوالالمبور، تركيا، إندونيسيا ودول أوروبية أخرى لم تكن مألوفة في الوجهات السياحية السعودية من قبل.

من جهتها، أكدت رئيسة مجلس إدارة وكالة المسافرين السعوديين للسفر والسياحة في المنطقة الشرقية هيفاء الخالد، أن أكثر الوجهات السياحية استقطابا للسعوديين هذا الصيف، هي: الجزر السياحية الآسيوية والأوروبية، وبلدان أوروبا الشرقية والغربية، وتركيا، وبلدان شرق آسيا، خاصة التي تعتبر وجهة تقليدية للسعوديين مثل بانكوك والفلبين وكوالالمبور. وأضافت الخالد أن هناك من الأسر من ينقصهم ثقافة الحجوزات من خلال تجهيز المعلومات المطلوبة، حيث يأتي الشخص إلى وكالات السفر دون معرفة الوجهة التي يريد الذهاب إليها، مما يدفعه لقبول العروض المقدمة من وكالات السفر والسياحة دون معرفة مستويات هذه العروض، مما يوقعه بعد السفر في شباك النصب من خلال سوء مستوى العرض. كذلك هناك من لا يحدد تواريخ سفره بالتاريخ الميلادي، بل يعتمد على التقويم الهجري، ويصدم عند فوات موعد الرحلة، وبررت ذلك باعتماد وكالات السفر على التاريخ الميلادي. أما العروض التي تستقطب أغلب الأسر السعودية للسفر للدول الأوروبية فهي تدور حول مبلغ 6000 آلاف ريال، يدخل من ضمنها الإقامة في الفنادق والتنقل ولا يدخل فيها سعر التذاكر.

من جهته، كشف شوكت مصطفى من وكالة فرسان للسفر والسياحة بجدة أن ارتفاع أسعار التذاكر، دفع الأسر السعودية والعزاب لاختيار الدول السياحية الأرخص تكلفة، حيث أكثر الحجوزات من قبل الأسر السعودية لجمهورية التشيك، حيث تم تأكيد الحجز لما يقارب 500 أسرة سعودية من أجل السياحة والعلاج، إلى جانب الإقبال على ماليزيا وتركيا ودول أوروبا.

من جهته أكد محمد الصيرفي أن وجهته للسفر خارج السعودية مخطط لها من قبل، حيث فضل الحجز لجمهورية التشيك من أجل زيارة المصحات الصحية، مبرراً ذلك بما تتميز به من تقديم خدمات صحية على مستوى رفيع في علاج الأمراض المزمنة، حيث تقل أعراضها كثيراً وتخف آلامهم عند استخدام مياه المنتجعات الساخنة التي تحتوي على الأملاح المعدنية داخل مصحاتها.

ويختلف معه صالح الشمراني الذي فضل قضاء إجازة الصيف في ماليزيا، مشيرا إلى أن وكالات السياحة تتيح برامج عدة للأسر في اختيار الوجهات السياحية من خلال قضاء إجازة الصيف في الخارج من خلال إعطاء الأسر برامج تتضمن الإقامة والتنقل وزيارة الأماكن السياحية الخلابة. مشيرا إلى أن هناك بعض المكاتب التي تستغل حاجة الأسر في تقديم عروض لا تلتزم بها، ولا يعرف الشخص سلبيات هذه البرامج السياحية إلا بعد القبول بها والسفر للدولة المختارة، حيث يتفاجأ السائح أن الفنادق ليست المتفق عليها، فتكون سيئة في الخدمات التي تقدمها، أما ما يخص التنقل فيضطر الشخص لدفع مبالغ إضافية حتى يتمكن من توفير المواصلات.