د. منى البليهد


"لم لا نسلم زمام الأمور في مسألة الزواج لأفراد الأسرة، أو الأصدقاء ممن نثق بهم أكثر لجهة انتقاء الشريك الأمثل لنا؟".. ما مصدر العبارة السابقة؟.. قد تبدو لنا رأيا عربيا بل خليجيا، والاحتمال الأقوى أنه رأي ينبع من السعودية.

والعجيب أن هذا الرأي ـ العلمي ـ يرجع للدكتورة شيينا إينجار، الأستاذة في جامعة كولومبيا، الخبيرة الضليعة في مسائل الاختيار، حيث عرضت في كتابها " فن الانتقاء"، الحاصل على جائزة دراسة الإجابة على سؤال: أيهما أفضل من الآخر؟ الزواج المبني على علاقة حب أم المدبر؟

طرحت دراسة قام بها باحثان، وهما جوبتا وسينج، طبقت على خمسين ثنائيا، نصفهم تزوج بطريقة مدبرة، والنصف الآخر ربطت بينهما علاقة حب.

استنتجت الدراسة أن الثنائي في الزواج المدبر تنامت مشاعرهما تدريجيا مع الأيام، وأن الثنائي الآخر تدنت العاطفة الجياشة التي تملكتهما سابقا مع مرور الوقت. وتطرح الكاتبة السؤال: "أي نوع من الزيجات يؤدي إلى سعادة أكبر؟" وتعتقد أن النصوص الثقافية الخاصة بالأداء الزوجي متجذرة في النفوس، (من إنشاء منزل، وتربية أطفال، واهتمام شخصين بشؤون بعضهما)، أي سيناريوهات الزواج التي زودا بها من قبل ذويهما الذين اعتمدوها بناء على خلفيتهم الثقافية، وضمن إطار الشراكة الزوجية المديرة، فإن البركة الزوجية تُقاس بمدى تأدية الواجبات، بينما في حالات الزواج المبنية على حب فإن مقياس النجاح مرتبط بتأجج واستمرارية الرابط العاطفي بين شخصين.

وتذكر الكاتبة أنه لغاية اليوم فإن 75% من الطلاب الجامعيين الهنود، قياسا مع 14% من نظرائهم الأميركيين قد كشفوا أنهم قد يقدمون على الزواج من شخص لم يقعوا بالحب معه لمجرد توافر الصفات الحميدة الكافية فيه.

فخلفياتنا الثقافية تؤثر على طريقة الزواج.

هذه الدراسات في فن الاختيار حديثة ونابعة من مجتمع متحضر، إلا أنها تشير إلى أن طرقنا التي أعتدنا عليها هي الأصلح، لأنها تناسب ما تطبعنا عليه من مثل وقيم واهتمامات، فلكل شاب مقدم على الزواج وأنت غير مقتنع أن أهلك يخطبون لك.. تقول لك الدكتورة إينجار: "أهلك... أبخص".