نفت السعوديات اللواتي شاركن في تسلق قمة "إيفرست" أن يكن قد ذهبن إلى هناك لتحقيق مكاسب سياسية أو إحداث تغيير اجتماعي. وأكدن أن الهدف الأول من الرحلة هو تغيير الفكر الصحي لدى المجتمع السعودي خاصة فيما يتعلق بأسلوب الحياة الذي ثبت أنه السبب الرئيس في الإصابة بأمراض متعددة، مثل سرطان الثدي الذي تعد السعوديات الأعلى إصابة فيه بين نظيراتهن حول العالم.
وطالبت المشاركات خلال مؤتمر صحفي عقدنه أول من أمس في فندق الفيصيلية بالرياض، وبحضور وسائل الإعلام السعودية، وبعض وكالات الأنباء العالمية، باحترام من قمن بالمبادرة.
وأشرن إلى أن رحلتهن جاءت بتشجيع من أسرهن وجهات حكومية ممثلة في "وزارتي الصحة والتعليم"، بالإضافة إلى القطاع الخاص، لافتات إلى أن من عارضوا رحلتهن عليهم أن يخبروهن عن الأساليب الأفضل التي يمكن من خلالها محاربة مرض سرطان الثدي.
وأضفن نحن سعيدات أن هناك أفرادا وجمعيات بدؤوا يفكرون في مرض السرطان وكيفية الوقاية منه منوهات إلى أن الرحلة جاءت أساسا لتغيير نمط الحياة بين الأفراد السعوديين، وتشجيع المصابات بالمرض على مواجهة المرض، وإبلاغهن بأنهن قادرات على تخطي الصعاب.
وحاولن خلال المؤتمر الصحفي الربط بشكل رمزي، بين تسلق قمة "إيفرست"، ورحلة كفاح المصابة بالسرطان إلى الشفاء، خاصة أنهن تدربن على الرحلة لمدة خمسة أشهر، قبل أن يباشرن بتنفيذها على أرض الواقع، وهو ما يعني أن المتسلقات واجهن الكثير من التحديات، تماماً كما تواجه المصابة بالمرض الكثير من التحديات في رحلة الشفاء ومحاولة التخلص من المرض عبر العلاج.
وحول الصعوبات التي واجهتهن، قالت المشاركات إن الأعراض المصاحبة للارتفاع وقلة الأكسجين، وصعوبة الطريق المؤدية إلى قمة الجبل، وعدم وجود أماكن راحة، واضطرارهن إلى المبيت في أكواخ تفتقر للتدفئة وتخلو من دورات المياه، كانت أبرز التحديات والمعوقات التي اعترضتهن.
يشار إلى أن الفريق النسائي الذي تسلق قمة "إيفرست"، يتألف من عشر نساء سعوديات، نجحن مؤخراً في الوصول لمعسكر السلام في جبال الهملايا "بيس كامب"، على ارتفاع 4500 متر فوق سطح البحر، بعد 14 يوماً من التسلق في ظروف جوية بالغة الصعوبة، وقد تراوحت أعمار المشاركات في فريق التسلق ما بين 25 إلى 50 عاماً.
وتهدف الحملة التي نفذت تحت شعار "رحلة نساء جبل إيفرست"، إلى توعية المرأة السعودية بأهمية الوقاية من سرطان الثدي من خلال تبنّي نمط حياة صحي، والمحافظة على النشاط البدني، ونشر التوعية بخطورة مرض سرطان الثدي وأهمية الكشف المبكر، وتحفيز السيدات على المشاركة بشكل أكبر في محاربة المرض، ودعم المصابات.
إلى ذلك تحدثت الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز خلال المؤتمر الصحفي، مشيدة برفع علم المملكة في القمة. كما أشارت إلى أن فريق التحدي ضم نساء لديهن صلة قرابة بالمصابات بمرض سرطان الثدي أو ناجيات منه. وأكدت أن المشاركات لم يخضن التجربة ولم يباشرن عملية التسلق إلا بعد أن خضعن لتدريبات مكثفة خلال الأشهر الخمسة الماضية، وقد تضمنت التدريبات: اللياقة البدنية بمستويات مختلفة، وفي أوضاع مختلفة، لاجتياز صعوبات التسلق ونقص الأوكسجين، عبر رحلة هي الأولى من نوعها لنساء من المملكة.
وشبهت الأميرة ريما مراحل صعود الجبل بمراحل علاج مريض السرطان من ناحية تشابه الأعراض، وهي: الدوخة وفقدان الشهية وقلة الأوكسجين في الجسم وقلة النوم والصداع. وقالت: "هناك أناس ينهون مرحلة العلاج ويشفون منه، وهناك أناس ينسحبون ولا يكملون، كما أن هناك آخرين يفشلون ولكنهم يحاولون.
وشددت على أهمية إجراء النساء والفتيات الكشف المبكر لمرض سرطان الثدي، وضرورة ممارستهن الرياضة والمشي، لأنه متى كان الجسم سليماً، فإنه يتمكن من التغلب على مرض السرطان.
يذكر أن شركات سياحية عرضت على الفريق تكرار التجربة داخل المملكة، كما أن هناك مبادرات أخرى ستجرى نهاية العام لتسلق جبل في روسيا، كما أشارت إحدى عضوات الفريق.
ووفقاً لسجل السرطان السعودي في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، فإن سرطان الثدي هو الأكثر شيوعاً بين النساء السعوديات، حيث يتم تسجيل نحو 8000 حالة كل سنة من بينها 50-60 % يتم اكتشافها في مرحلة متأخرة.