أعلن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أمس في الهند أن الولايات المتحدة ستواصل شن غارات على عناصر القاعدة في باكستان، غداة مقتل الرجل الثاني في التنظيم أبو يحيى الليبي في غارة لطائرة من دون طيار في باكستان.
وقال بانيتا ردا على سؤال حول مواصلة قصف طائرات أميركية من دون طيار لأهداف في باكستان "كنا في غاية الوضوح بأننا سنستمر في الدفاع عن أنفسنا".
واعتبر أن سيادة الولايات المتحدة على المحك مشيرا إلى أن عناصر القاعدة الذين نسقوا اعتداءات 11 سبتمبر كانوا موجودين في المناطق القبلية الباكستانية.
وأضاف أن "قادة الذين شاركوا في التخطيط لهذا الهجوم موجودون في باكستان، في المناطق القبلية".
وأعلنت الولايات المتحدة أول من أمس مقتل أبو يحيى الليبي، معتبرة أنها وجهت "ضربة قاصمة" إلى تنظيم القاعدة بعد أكثر من سنة على مقتل أسامة بن لادن.
ويعد أبو يحيى الليبي جهادي برز في صفوف القاعدة عند فراره عام 2005 من سجن أميركي في أفغانستان وأصبح العقل المدبر لماكينة الدعاية في التنظيم وملهما للجهاديين.
ووصف مسؤولون أميركيون الليبي بأنه المسؤول الثاني في القاعدة بعد أيمن الظواهري لكن خبراء أمنيين يؤكدون أن قيمته الفعلية تكمن في كونه مصدر إلهام للناشطين يتمتع بصفة دينية لم يحظ بها القادة الآخرون.
وهو مواطن ليبي وأمضى سنتين يدرس الفقه الإسلامي في موريتانيا. وقد أعلنت واشنطن عن مكافأة بقيمة مليون دولار لمن يعثر عليه قبل أن يقتل الاثنين الماضي في المناطق القبلية الباكستانية.
واتضح دور الليبي عبر الوثائق التي عثرت عليها فرقة الكوماندوز الأميركية في منزل أسامة بن لادن في أبوت أباد بباكستان، كما قال خبير الإرهاب بيل برانيف المدير التنفيذي لكونسورسيوم "ستارت".
وقال برانيف "إحدى المشاكل التي كان يواجهها بن لادن هو أن أفرادا كانوا يقومون بكل أنواع الهجمات العنيفة لكنهم خرجوا بشكل ما عن مهمة القاعدة الأساسية".
وأضاف "بالتالي كان من المهم جدا لـ"بن لادن" وجود أشخاص مثل أبو يحيى الليبي قادرين على توجيه الجيل المقبل من الجهاديين لتنفيذ النوع المطلوب من العنف".
وقال بارنيف "كانت لديه الصفة الدينية وكان مسؤولا كبيرا عن آلة الدعاية نتيجة لذلك".
وأضاف أن "السحاب، الذراع الإعلامية التي تميزت عن الكثير من وسائل الإعلام الجهادية الأخرى كانت المركز الأساسي لعقيدة القاعدة للأشخاص المشتتين جغرافيا وكان الليبي الشخص الذي ينقل في غالب الأحيان رسالة القاعدة".
وقال مسؤول غربي في شؤون مكافحة الإرهاب رافضا الكشف عن اسمه "هو ليس الثاني في سلم القيادة لكنه أحد أبرز منظري القاعدة العقائديين، وواعظ ديني ويحظى بشعبية كبرى وبنفوذ لدى ناشطي القاعدة".
وأضاف المسؤول "هو بالتأكيد ضمن أبرز خمسة مسؤولين في القاعدة".