في مقال سابق ناقشت العيد في الماضي وفي الحاضر من جوانب مختلفة، وتعرضت للظواهر التي تجعل الفرد في الماضي يحس بالعيد وبفرحته، كما أوردت بعض العوامل التي أدت إلى تغيير الإحساس بالعيد في هذه الأيام، بل غياب الفرحة. وعندما استرجع فرحة العيد التي كان جيلنا يعيشها، ويحس بها من قبل حلول العيد بأيام، ومقارنتها بإحساس أطفال اليوم الذين لا يعيشون فرحة العيد كما يجب؛ لأن العوامل التي جعلت الأطفال في الماضي يحسون بالفرحة الخاصة بالعيد انتفت في وقتنا الحاضر، ولم تكن موجودة للعديد من الأسباب التي سبق مناقشتها.
وأرى ويوافقني الكثير من أفراد المجتمع أن أطفالنا محرومون من فرحة العيد بالشكل وبالمستوى الذي يليق بالعيد وبفرحته، وبمكانته، وهذا يتطلب منا أن نخطط لأنشطة عديدة في إجازات العيد موجهة للشباب، وللأطفال لكي يشعروا بالعيد، وهذا يتطلب أن تقوم كل أمانة، أو بلدية بالتخطيط المسبق لعيد رمضان، ولعيد الأضحى المبارك كل عام بمشاركة كافة القطاعات، بحيث يتضمن ذلك برامج موجهة لكافة شرائح المجتمع مع التركيز على الشباب بمختلف أعمارهم. وهنا لا بد من الاستفادة من ساحات العروض الشعبية بشكل أفضل حيث تتم في بعض المدن، والمحافظات، والمراكز بعض الفعاليات الخاصة بالعيد ولكنها أنشطة محدودة جداً ولا ترقى إلى المستوى المطلوب، وفي كثير من الأوقات تكون غير موجهة، وغير هادفة بشكل شمولي.
ومن الضروري أن تكون هناك فعاليات في الأسواق العامة، وفي بعض المدارس، وفي بعض الأماكن العامة، ويتطلب ذلك مشاركة الجهات العامة، والخاصة من خلال لجان تشكل لهذا الغرض لتقوم بالتخطيط المسبق لفعاليات العيدين وبشكل هادف يضم الجوانب الدينية، والترفيهية، والاجتماعية، والتوعوية، والثقافية، والصحية، وغيرها من الجوانب التي تعود بالنفع والفائدة على كافة شرائح المجتمع، ويتم رفع جدول الفعاليات للحاكم الإداري لإقراره والإشراف على تنفيذه؛ فالجامعات والمدارس، ومؤسسات المجتمع الأخرى مغيبة عن هذه الفعاليات ودورها أساسي ومهم، ولا بد من الاستفادة من إمكاناتها البشرية والمادية في تنفيذ كثير من الفعاليات، كما أن التجار عليهم مسؤولية الدعم المادي لمثل هذه الفعاليات التي نحتاجها في هذه الأيام بشكل أكبر لكي يحس أبناؤنا بالعيد وبفرحته بدلا من تخصيص أيام العيد للنوم، لأنه لا يوجد ما يجذبهم للخروج في هذه الأيام.
ولا يكفي أن نخطط لهذه الفعاليات ويتم تنفيذها بشكل خجول، بل لا بد من التخطيط المسبق لها بوقت كاف، وأن يكون لها خطة إعلامية تضمن وصول هذه الفعاليات وبرامجها للجميع، كما تضمن المشاركة والحضور من أكبر شريحة من المجتمع. ومن الضروري الاهتمام بتوقيت هذه الفعاليات بحيث لا يؤثر على أوقات التواصل، والمعايدة، والزيارات بين الأقارب، ويكون ضمن هذه الفعاليات برامج تفاعلية، ومشاركة حقيقية للشباب وللأطفال بدلا من التركيز على العروض فقط، ويكون هناك جوائز تحفيزية للمشاركين من الحضور. وقد يكون من المناسب حضور المسؤول الأول في المدينة، أو المحافظة، أو المركز فعاليات العيد، ويقدم الدروع، والهدايا، والشهادات في حفل اختتام هذه الفعاليات لأفضل مشاركة، وللداعمين لها، وبذلك نضمن مشاركة جماعية في فعاليات العيد، ونضمن عيدا مختلفا لأبنائنا وبمفهوم جديد بما لا يتعارض مع الثوابت، ويحقق البهجة والفرحة المرتبطة بالعيد.. وكل عام والجميع بألف خير، وعساكم من عواده.