في كل موسم حج، وكل عام في شهر ذي الحجة، ومع اقتراب العيد يبدأ الحديث عن الأضاحي، وهل تتم على شكل صكوك، أم لا بد من الذبح؟
أضاحي الصكوك وهي التي تقوم بها جهات أو شركات بالنيابة عن صاحب الأضحية وقد أجازها العلماء عندنا منذ سنوات وبدأ مؤخرا التراجع عنها قليلا وتم التوجيه بالأفضل وهو الذبح مباشرة للمضحي، رأينا من يقوم في دول إسلامية وعربية باستحسان فكرة الصكوك للأضاحي، فهناك بعض البنوك في دول عربية تقوم بالذبح بالنيابة أو التوكيل، بالإضافة إلى أنه مع كون هذه الشعيرة الإسلامية تأتي كل عام، يلجأ كثير من كبار تجار الأغنام خاصة إلى زيادة مبالغ فيها في الأسعار، دون مراعاة للمستهلك الذي يؤدي بها طاعة لله، رغم تنوع مصادر الأضحية من جميع الدول سواء أفريقيا أو أستراليا أو حتى أذربيجان وغيرها... ولست أعلم إن كانت سورية والعراق ما زالتا في سوق الماشية، حيث إن أجود أنواع المواشي تأتي منهما في السابق، لكن من المؤكد أن الأحداث الجارية ستكون عائقا، مما يؤدي للتوجه إلى الاستيراد من مناطق أخرى، لكن هذا لا يعني أن يقوم التجار بتحريك الأسعار فتزداد اشتعالا على المستهلك.
لقد تم إجراء تسهيلات لاحتواء الأزمة، نتمنى أن يتم الالتزام بها مستقبلا، إنما الآن تم الأمر وانتهى وكل عام والأمة الإسلامية والعربية بخير. يبقى مع هم الأضحية التي يشعر بها المواطن المستهلك، أن تكون هناك فتوى حاسمة في شأن الأضاحي سواء كانت ذبحا أو صكوكا تسلم لبنوك خاصة أو شركات وغيرها، للبعد عن الحيرة فهناك من يستسهل أمر الصكوك فأصبح يؤدى بالنيابة عنه، وحتى لا يتحمل عبء الشراء، على أن الأهم التمسك بفكرة بل بعادة وعبادة الاستمرار جيلا بعد جيل بأن عيد الأضحى هو عيد الأضحية وما لها من أجواء روحانية وتكون للمحتاج والقريب وللجار، وليست فقط مجرد أضحية، بل هي اجتماع عيد وأداء طاعة.