أنْ تصدر تصريحات تدين إسرائيل من عرب أو فلسطينيين، هو أمر طبيعي. ولكن من غير الطبيعي
ـ بالنسبة لإسرائيل ـ أن تصدر الإدانة من رئيس أميركي سابق، تحول بعد تقاعده إلى مراقب عالمي عبر مؤسسة أنشأها، ربما ليكفر عن ذنوب بلاده التي طالما دافعت وحمت، ومولت الاعتداءات الإسرائيلية، والاحتلالات والمستوطنات التي بنيت على أراضي الفلسطينيين.
جيمي كارتر يشتكي للصحفيين، تجاهل القادة الإسرائيليين لوجوده، حتى عندما يزور إسرائيل، لأنه يسعى إلى كلمة حق، بعد أن كثر الرياء الأميركي، عبر الحلول غير القابلة للتنفيذ.
لم يقل جديدا، عندما يتحدث عن بنيامين نتنياهو، فالأخير لم يتوان في كل مناسبة ـ ربما من أجل تكتل اليمين الصهيوني خلفه ـ برفض القيادة الفلسطينية، ويكيل لها الاتهامات بأنها غير قادرة على تطبيق الاتفاقات المعقودة مع إسرائيل.
لم ندرك أية اتفاقات يتحدث عنها نتنياهو، ووزير خارجيته أفيجدور ليبرمان، الذي لا يترك مناسبة أو تصريحا إلا ويضمنها رغباته بزوال القيادة الفلسطينية، التي يمثلها الرئيس محمود عباس عن الوجود.
كلام كارتر في جولته في مدينة القدس المحتلة، أول من أمس، يجب أن يكون خارطة طريق للرؤساء الأميركيين في المرحلة المقبلة. فإسرائيل لا تريد من الولايات المتحدة سوى ما يبرر وجودها واحتلالها وتوسعها على حساب الشعب الفلسطيني، فحل الدولتين ليس مقبولا عندها. كل ما هو مقبول الصفاء العنصري، وصولا إلى الدولة اليهودية.