تصاعدت حدة المواجهات المسلحة في اليمن شمالا وجنوبا، حيث سقط العشرات من القتلى والجرحى بمعارك في أبين جنوبا بين الجيش وتنظيم القاعدة، وأخرى في صعدة شمالا بين الحوثيين والسلفيين.

وأكدت مصادر عسكرية يمنية مقتل 23 شخصاً من جماعة "أنصار الشريعة" التابعة لتنظيم القاعدة في كل من زنجبار ومنطقة الكود بمحافظة أبين في مواجهات شرسة مع الجيش، مشيرة إلى أن من بين القتلى أجانب أحدهم باكستاني والآخر صومالي. وقالت المصادر إن 15 من القتلى لقوا مصرعهم في حصن شدا، فيما قتل البقية باتجاه ملعب حسان والمراقد والكود، فيما قتل جندي وأصيب آخر. وقال محافظ أبين جمال العاقل إن الحسم العسكري ضد القاعدة بات قريباً، مشيراً إلى أن التنظيم يتجرع اليوم مرارة الهزائم أمام صمود أبناء أبين ورجال القوات المسلحة والأمن الذين يطاردونهم إلى كل وكر يتواجدون فيه.

وفي الشمال سقط نحو 30 قتيلا بمواجهات بين السلفيين والحوثيين خلال الأيام الماضية، بحسبما أفادت مصادر من الطرفين أمس. وقال المتحدث باسم السلفيين في منطقة دماج بصعدة سرور الوادعي إن "مناوشات تجري بين حين وآخر بين السلفيين والحوثيين، خصوصا في محافظة حجة (شمال) وفي دماج"، وهي منطقة تعد معقلا للسلفيين وسط الحوثيين. وأضاف "قتل 12 شخصا من جانبنا خلال الأيام الثلاثة الماضية جراء الاعتداءات التي يقوم بها الحوثيون في محاولة للتمدد بمحافظة حجة وبعض المحافظات مثل مأرب والجوف". ولفت الوادعي إلى أن خسارة الحوثيين في هذه المعارك بلغت 18 قتيلا، ولكن المتحدت باسم الحوثيين محمد عبدالسلام، نفى ذلك وقال إن "أربعة من رجالنا قتلوا وأصيب ستة آخرون بمعارك مع السلفيين في كتاف" شرق محافظة صعدة.

وفي السياق، أعلن مسؤول يمني أمس أن الحوثيين سيشاركون في محادثات الحوار الوطني اليمني، المقررة في القاهرة في أغسطس المقبل، إلا أن عضو المكتب السياسي للحوثيين ضيف الله الشامي أكد أن "المشاركة بالحوار لا تعني الموافقة على المبادرة الخليجية". وقال عضو باللجنة التي تعد للمحادثات إنها ستشمل شخصيات بارزة في حركة انفصالية بجنوب اليمن. وأضاف أن وفدا من الحكومة اليمنية سيلتقي الأسبوع المقبل بالرئيس السابق لجنوب اليمن علي ناصر محمد، لكن علي سالم البيض، وهو انفصالي بارز آخر تولى رئاسة الجنوب أيضا، لن يشارك على الأرجح في المحادثات.

وحول الأوضاع الإنسانية في اليمن، أكدت مسؤولة أميركية أمس أن اليمن يعاني من أزمة إنسانية "يتجاهلها" المجتمع الدولي. وقالت مساعدة مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو إس أيد) نانسي ليندبورج إن مليوني شخص يحتاجون لمساعدة غذائية، مضيفة أن الأزمة "تفاقمت" بفعل النزاعات والانتقال السياسي. وأشارت إلى أن النقص الكبير في مصادر المياه يعتبر مشكلة أخرى تتميز بخطورتها في اليمن "ويتوجب على الحكومة قطعا إيجاد الإرادة السياسية" لحل هذه المسألة.

صنعاء، روما:

صادق السلمي، الوكالات