أكدت وزارة الخارجية الأميركية على استمرار الجهود الدبلوماسية الرامية لإيجاد حل للأزمة السورية، مشيرة إلى أنها "لا تشجع توحيد المعارضة السورية المسلحة". وقال المتحدث باسم الوزارة مارك تونر إن "مجموعة مراجعة العقوبات" ضد سورية ستعقد اجتماعا في واشنطن خلال هذا الأسبوع لبحث طرق تشديد العقوبات وتحسين التنسيق بين الحلفاء والأصدقاء في فرضها ضمن مجموعة أصدقاء سورية". وأشار تونر إلى أن المبعوث المشترك لسورية كوفي عنان سيصل إلى نيويورك الجمعة المقبلة للاجتماع بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، فيما أشارت تقارير أخرى إلى أن عنان سيتوجه أيضا إلى واشنطن لعقد اجتماعات مع مسؤولي الإدارة لاسيما في وزارة الخارجية.

وسخر تونر من خطاب بشار الأسد الأخير قائلا إنه يوضح أن الرئيس السوري لا يدري ما يحدث لاسيما في الحولة. وأضاف " رأينا رواية من الأسد تقول إن هناك معتدين خارجيين يحاولون إشعال حرب أهلية في سورية، ولكننا نرى احتجاجا سلميا من قبل الشعب واجهه النظام بعنف غير مبرر. إن الأغلبية الساحقة من المعارضة السورية سلمية وقسم منها يحصل على السلاح ليدافع عن نفسه، وهناك أيضا جماعات إرهابية تحاول استغلال الفوضى وعدم الاستقرار". وأعرب تونر عن القلق من عسكرة الانتفاضة، فيما تجنب التعليق على التحالف الذي أعلن مؤخرا بين عدد من أجنحة المقاومة المسلحة لنظام الأسد. لكنه قال ردا على سؤال حول موقف الخارجية الأميركية على وجه التحديد من توحيد الفصائل المسلحة في المعارضة السورية "نحن باختصار لا نرى أن ذلك هو طريق للتقدم في هذه الحالة. نحن لا ندعم هذه المجموعات". وفسر تونر موقف الوزارة بقوله إن واشنطن تسعى إلى حل سلمي انتقالي عن طريق مبادرة عنان وإنها لا تحبذ استخدام العنف.

ومن جهته قال الباحث الأميركي في معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية جون آلترمان إن الرئيس باراك أوباما يبدو الآن مستغرقا بالكامل في حملته الانتخابية على نحو يفسر تراجع قضايا السياسة الخارجية بما في ذلك سورية على سلم أولويات البيت الأبيض. وجدد عضوا مجلس الشيوخ جون ماكين وجوزيف ليبرمان نداءهما بالتوقف عن تضييع الوقت واتخاذ خطوات عملية لمساعدة السوريين. بيد أن جهود العضوين لا تبدو كافية لإحراج البيت الأبيض على الدرب الانتخابي بالقدر الذي يكفي لدفعه لاتخاذ خطوات عملية.