لا يزال الانقسام يسود المشهد المصري حول جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة التي يتنافس فيها المرشح الإخواني محمد مرسي والفريق أحمد شفيق، فيما استقبل سجن طرة أول زيارة تقوم بها سوزان ثابت برفقة زوجتي ابنيها علاء وجمال، لزوجها الرئيس السابق حسني مبارك عقب تحويله لمستشفى السجن بعد أن حكم عليه السبت الماضي بالسجن المؤبد.
وتحول ميدان التحرير أمس إلى "صالون سياسي" يشهد حلقات موسعة حول كيفية التعامل مع الموقف، وانقسم ثوار التحرير إلى فريقين، الأول يرى ضرورة وقف الانتخابات وتشكيل مجلس رئاسي مدني يضم عدداً من مرشحي الرئاسة السابقين الذين يرون أنهم يعبرون عن مطالبهم لإدارة شؤون البلاد لفترة انتقالية يتم من خلالها ترتيب البيت من الداخل ثم إجراء انتخابات الرئاسة. والثاني يرى ضرورة استكمال الانتخابات واختيار مرسى ومقاطعة شفيق باعتباره من النظام السابق.
وكان الإخوان المسلمون قد رفضوا ما طرحته بعض القوى السياسية بتشكيل المجلس الرئاسي ووصفوا الدعوة بأنها "حل غير واقعي ومرفوض". وقال عضو مكتب إرشاد الجماعة عبد الرحمن البر في تصريحات لـ "الوطن" "إذا كان مقصوداً بالمجلس الرئاسي أن يتم تشكيله بعد نجاح الرئيس، فهو أمرٌ مقبول، أما إذا كان المقصود تشكيله قبل انتخابات الرئاسة، فهو أمرٌ مرفوض وغير منطقي، لأن تشكيل مثل هذا المجلس يعد التفافاً على إرادة الشعب.
من جانبه استنكر شفيق ما يجري في ميدان التحرير حالياً، وقال "ليست هناك علاقة بين ثورة يناير وما يحدث الآن في ميدان التحرير؛ حيث استقر الشعب المصري على أن هناك برلمان ونظام سياسي يستكمل أركانه، ودستور بصدد الشروع في تشكيله، ووزارة قائمة ومستقرة ورئيس بصدد الترشيح، والفيصل هو الشعب وصندوق الانتخابات، أما غير ذلك فهي اجتهادات وآراء لا يوجد من يحظر عليها".
إلى ذلك أصدر مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون اللواء محمد نجيب جميل قراراً بنقل نجل الرئيس السابق جمال من محبسه بسجن ملحق المزرعة ليكون قريبا من والده. وكان جمال وعلاء قد تقدما بطلب للاستفادة من مادة (لم الشمل) التي تتيح جمع المساجين الأشقاء والأبناء مع والديهم داخل سجن واحد. وبعد دراسة الطلب تم الاكتفاء بنقل جمال. وأشارت مصادر إلى أن هذه الخطوة تأتي عقب تدهور حالته الصحية وعدم انتظام دقات قلبه، مما دعا إدارة السجن إلى طلب إيفاد استشاريين من مستشفى الشرطة لمتابعة حالته الصحية.