كلُ عيدٍ وأنتم بخير..
كلُ عيدٍ وأنتم في أمنٍ..
كلُ عيدٍ وأنتم بالحب ترفلون..
كان يفترض أن تكون هذه أيام فرح وسرور في كل بلدٍ إسلامي وعربي، إلا أنها أضحت أيام حدادٍ وعزاء لآلاف القتلى في سورية.. وأمست أيام ألمٍ يصيب كل من يتابع الأخبار ويستشعر مفهوم الجسد الواحد..!
كان يفترض أن تسيل دماء الأضاحي تقرباً إلى المولى، إلا أن رقاب البشر قِيدت إلى المقابر الجماعية، ودماؤهم سبقت دماء الأضاحي في الشوارع والطرقات السورية..!.
لم تُوقف الأعياد السابقة جريان الدم، ولم تنفع مبادرة الجامعة العربية بوقف آلة الموت، ولم يفلح مجلس الأمن بكف يد الظالم عن شعبه. وأيام هذا العيد مثل الأعياد الماضية، ومبادرة "الأخضر الإبراهيمي" مثل مبادرات "كوفي عنان"، لن تردع القاتل عن التضحية بشعبه لا في العيد ولا في غيره.
في مشعر منى وعلى صعيد عرفات ومزدلفة ومن بيت الله الحرام.. تضرعت القلوب ولهجت الألسن باسم القوي.. أن يلطف بـ "الإنسان"، وأن يحفظ "النفس" من ظلم المستبد ومن طيش رصاص شبيحة السفاح.
كان "الشيطان" واحداً يجتمعون لرمي الحجارة عليه، موحدين الهدف والمقصد.. فصارت "شياطين" تقتل وتحرق وتسجن وتشرد..!.
كان الحج يوماً عالمياً –افتراضياً- لرمي "الشياطين" باختلاف أجناسها ونوعياتها. أكثر من 21 مليون جمرة تحرق اليوم ما في النفس من "ألم" حين تتخيلُ صور "شياطين" الإنس ترتسم وسط ميدان الجمرات.. فكل سوري فقد عزيزاً أو عايش مذلةً وظلماً بسبب "مجرم" يتصوره "شيطاناً" يقف موقف الشيطان الأكبر من أبينا "إبراهيم"، فيقسو في الرمي..!.
ثلاثة ملايين مسلم يقفون شامخين؛ ليرموا "شيطانهم"، ويتوسلون إلى الله العزيز من أقدس البقاع أن يخلصهم منه، وأن يحفظ ذويهم من بطش الظالمين.
ولم يبق للمواطن السوري إلا أن يقول:
"بلغ السيل الزبى.. ها نحن والموتى سواء.. وإذا ما أصبح العيش.. قريباً للمنايا.. فسيغدو الشعب لغماً.. وستغدون شظايا".