موسم الحج عمل جبار اكتسبت به المملكة العربية السعودية خبرات عالمية تراكمية لا تتوافر في أي مكان أو زمان؛ فهذا الموسم الروحاني ليس مهرجانا ثم ينتهي، إنما هو عمل مستمر كل عام، ويتم الاستعداد له مبكرا بجهود جبارة، ليخرج كما خطط له، لذا فإن استراتيجية الحج لا بد أن تكون في مستوى هذا الحدث الفضيل كل عام، فهو ليس عملا عشوائيا، بل هناك تخطيط وتنفيذ وجهود ومشاق وأموال، ويوجد معهد لأبحاث الحج لا مثيل له في العالم مختص في أبحاث و دراسة طريقة التعامل مع هذا الموسم مبكرا.

وإن كان هناك بعض التقصير في نشر وإظهار هذه الجهود الجبارة في الإعلام السعودي، أو حتى في الدول الإسلامية، وقد تكون هناك حاجة لهيئة إعلامية مستقلة تماما خاصة لموسم الحج والعمرة، تختص بالحجاج والمعتمرين وبكل اللغات وتكون بها إضاءات على مرافق الحج وما يتم بها من جهود، ومتحدث إعلامي رسمي لكل أمور الحج والعمرة، لأن هناك غفلة من جميع وسائل الإعلام العربية والإسلامية عن توضيح الدور السعودي، والخطط والاستراتيجيات المتخذة وبيانها وليس الاقتصار على نقل شعائر الحج في يوم عرفة والاهتمام بها في موسمها فقط.

إن موسم الحج عمل كبير، وأصبح هناك سعوديون لديهم خبرة ممتازة وعالية الأداء في إدارة الحشود والتعامل مع جميع الجنسيات، والنجاح والتوفيق ـ أولا وأخيرا ـ من الله في استمرار نجاح المواسم، كما أن الحج والعمرة باتا مصدر عمل لقطاع كبير من السعوديين، حتى المرأة أصبح لها دور واضح ورسمي في الطوافة، وأصبحت متمكنة من التعامل مع مختلف الثقافات من خلال هذه المهنة الجليلة التي لا تتوافر إلا في هذا الموسم وفي هذا البلد الأمين؛ فالحج به عبادة و منافع للناس كما ورد في القرآن الكريم.

نتمنى أن يتم إيضاح هذا الدور و الإضاءة على الجهود المقدمة في هذا الموسم العظيم، لأننا نفرح بما نسمع من دور المرأة السعودية في مواقع كثيرة في موسم حج بيت الله الحرام، ونتمنى أيضا أن تكون الخطط الاستراتيجية للحج والعمرة واضحة للجميع.

هي خواطر جاءت في أيام مباركة، وكل عام وعالمنا العربي تعمه السكينة والسلام كما في تعاليم هذه الشعيرة العظيمة.. وكل عام والأمة الإسلامية بخير.