الفضاء الكوميدي العربي، يحاول أن يكون خفيف الدم، وهو في محاولاته تلك زجّ بعشرات القنوات الفضائية الكوميدية، وربما فعل ذلك من أجل استراق ابتسامة صغيرة، حتى لو كانت كاذبة، مقابل هذا الوضع الحزين لمجتمعنا العربي، واقعه وماضيه.

من بين تلك الفضائيات الكوميدية العربية، قلّة هي المتميزة فعلاً، ومن بين تلك القلة المتميزة فعلاً، قناة واحدة، استوقفتني، ألا وهي قناة فنون.

اللافت في قناة فنون، أنها أول قناة عربية متخصصة في الكوميديا، غير أن أهميتها، ليست فقط في كونها الأولى تاريخياً، بل الأولى احترافياً كما أرى.

أهم ميزة يراها المراقب لقناة فنون؛ هي ميزة الانتقائية، فهي لاتعرض إلا ما تنتقيه بعناية، من أرشيف أعمال ضخم، لا أظنه موجودا لدى أي قناة أخرى.

الميزة الثانية؛ أنه ـ وعلى الرغم من كون القناة كويتية ـ الاّ أنها ضد الأقلمة، ففيها تُعرض أعمال كوميدية من كل البلدان العربية.

الميزة رقم 3؛ أنها قناة تقدم العمل الكوميدي "اللايف" والخفيف، وبالتالي لم تقتصر على عرض مسرحيات وأفلام ومسلسلات كوميدية، بل تجاوزتها إلى عرض كل ما هو خفيف وكوميدي، من برامج ولقطات، وحتى حوارات فنية على نفس نسق القناة الخفيف.

الانتقائية في المعروض على شاشة فنون، يؤهلها ـ كما أرى ـ لأن تكون فعلاً، القناة الكوميدية رقم 1، ويؤهلها لجذب عين المشاهد الذي يراها لأول مرة، فيُوقف ويكرّر النظر إليها، دون الحاجة لخيارات الريموت.

لا أدري إن كان لمالكها، الفنان الكويتي الكبير عبدالحسين عبدالرضا، دور في الانتقائية تلك، لكني أرى أن هناك بصمة تشير إليه بقوة.

قناة فنون هي الضحكة رقم 1، في عالم فضائي كوميدي، يحاول أن يضحكنا بالقوة، فلا فن حصّل هو، وحصلنا عليه، ولا ضحك.