أفرح حينما أقرأ عن الأرباح الفصلية لشركات الاتصالات العاملة في السوق السعودي.. أفرح رغم أنه لن يدخل جيبي ريال واحد من تلك الأرباح؛ لكنه أملي أن ينعكس جزء من هذه الأرباح على الاقتصاد الوطني.. ومن هنا لعل تلك الفرحة تشفع لي في ملاحظتي التالية، والتي تتعلق بصغار الموظفين..!
كل الأحجار يتم تكسيرها فوق رأس الموظف الصغير.. هو الذي يقف في مواجهة عملاء الشركة.. هو الذي يتعرض للإحراجات.. ربما يسمع أحياناً كلاما مسيئا.. أحيانا كثيرة يدفع ثمن غضب الجمهور من الشركة.. يدفع ثمن ارتفاع التكلفة، وأخطاء النظام، وتعثر الشبكة!
وفوق ذلك كله، هو الذي يتعرض للمحاسبة في حال انخفض مستوى الخدمة التي يقدمها للجمهور.. بل إنه يقف في دائرة الضوء دائما.. وتحت المجهر.. تحت الكاميرات والتسجيلات الصوتية.. ومع ذلك لا يدخل جيبه شيء سوى راتبه الشهري.. ومادمت أيها الموظف تستلم راتبك فليس لك الحق في مناقشة قيمة "البونص" أو المكافآت التي تحصل عليها، وإن حصلت على شئ يوازي التعب فسيكون بشق الأنفس عبر اشتراطات معقدة!
وفي المكاتب المغلقة هناك كبار الموظفين.. هناك أعضاء مجلس الإدارة .. هناك رئيس الشركة ومساعدوه، ونوابه، ورؤساء الأقسام، وغيرهم.. هؤلاء الذين يتفرغون لحسبة المكافآت السنوية التي ستدخل حساباتهم والتي تدخل خانة المليون بالراحة! - فضلاً عن النسب المرتفعة التي يحصلون عليها من تعب الموظفين الصغار والتي تصل هي الأخرى إلى أرقام فلكية!
نحن اليوم لا نتحدث عن الرواتب.. الرواتب شأن مختلف.. نحن نتحدث عن الأرباح والمكافآت السنوية.. يجب أن يتساوى رئيس الشركة مع أصغر موظف.. لا ينبغي بخس الذين تعبوا وحققوا الأرباح.. هؤلاء هم المحرك الرئيس للشركة، ودونهم لن تسير الشركة خطوة واحدة.. بل لن تربح ريالا واحدا.. بل ستخسر وتتضاعف خسائرها!