أطفالا كنا في بداية الشباب، عندما سمعنا ذلك الصوت من إذاعة الكويت يقول: أنقذونا ياعرب.. 1990 تلك السنة التي انتشر فيها بين السعوديين مصطلح أزمة. أزمة الكويت كانت أزمة السعودية تشاركنا في الأحزان والهم، حتى تحررت، لا منة ولا فضل.. تغيرت المسببات ومررنا الآن في العالم العربي بأم الأزمات (ربيع التقسيم)، وكان أبطال هذه الأزمة ـ ليس جنود العراق وصدام ـ بل الإخوان المسلمون والحركيون ومطبلو الفوضى في تويتر.. مرت أم الأزمات على خمس دول فأضحت هشيماً تصارع الحياة.. لا شيء فيها يعلو فوق الدماء والفوضى.. ولأن الوقت يمضي والناس تكتشف كذبة الربيع، عجلت أحصنة الفوضى بركضها تجاه الخليج.. وخيلها هي التقنية وتويتر تحديدا.. لا يهم أين ولكن المهم الآن.. والآن فورا.. وبدأ التجييش مع أخبار دعوة لمظاهرات في الكويت.

الكويت أميرا وشعبا أدرى بمصالحها، ولكن الملفت أن بعض مغردي الفوضى من السعوديين، الذين قدسوا البوعزيزي ونسوا تونس بعدها، والذين استنشقوا حرية ميدان التحرير، وتركوا مصر تجاهد للحياة بعدها، وبكوا على مجازر بنغازي، ثم أعموا أعينهم عن الدماء بعدها، هم نفسهم من طالب بإسقاط الأسرة الحاكمة في الكويت.. زادوا حتى عن مطالب متظاهري الكويت.. صمٌّ هم عن كل شيء ضد الفوضى.. وعميٌ هم عن كل أخطاء حلفائهم الكارثية.. وبكمٌ هم عن كل هذه الدماء التي طبلوا لسفكها.. سنخصص هذه الزاويه من الآن لكشف حقيقة أهم خمسة منهم دون تلميح أو مجاملة.. سنستعرض آراءهم أول الربيع وكذبهم.

قلوب السعوديين مع استقرار الكويت، فإذا بدأت فوضى الربيع لن ينفع أهل الكويت أحد.. خلصنا من عقود تصدير الثورة، فدخلنا في عقود تصدير الفوضى.. والموردون جاهزون.. بحثوا عن بوعزيزي الأحد، فلم يجدوا وسيواصلون بحثهم.. حفظ الله الوطن.