حقَّقت مفاوضات أديس أبابا بين دولتي السودان اختراقاً لافتاً بتحديد انعقاد اللجنة السياسية الأمنية غداً بعد اتفاق الطرفين على أن تبدأ المفاوضات بمناقشة بند الترتيبات الأمنية. وقال عضو الوفد الحكومي مطرف صديق إن اجتماع الآلية السياسية العسكرية المشتركة سيضم وزيري دفاع الدولتين، إضافة إلى رؤساء الأجهزة الأمنية لمعالجة عدة قضايا منها وقف العمليات العدائية، وعدم دعم الحركات المتمرِّدة، بجانب تفعيل آليات حماية الحدود. موضحاً أن قضية الحدود ستعتبر البند الثالث وستخضع لمناقشة من اللجنة التي يرأسها رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زناوي والوسطاء وممثلو الطرفين. وأضاف مطرف أن الطرفين اتفقا على عقد جلسة للجنة أبيي في 7 يونيو القادم لتكوين الإدارية والمجلس التشريعي وقوات الشرطة، مشيراً إلى أن بقية القضايا كالنفط ووضعية مواطني الدولتين والترتيبات الأمنية النهائية لأبيي ستتم مناقشتها عقب الفراغ من الملفات الأخرى. وكان الوفد السوداني المفاوض قد دخل في اجتماع مغلق أمس الأول مع المبعوث الأميركي برنستون ليمان الذي امتنع عن الإدلاء بأي تصريحات بينما اكتفى رئيس وفد الخرطوم إدريس عبد القادر بالقول "المناخ جيد". ونقلت مصادر مطَّلعة أن ليمان يمارس ضغوطاً مكثَّفة على الطرفين.
من جانبه قال وزير رئاسة مجلس الوزراء بدولة الجنوب دينق ألور إنه يعتقد أن كل المواضيع الخلافية مطروحة للتباحث، سواء كانت أمنية أو متبقية من اتفاقية السلام، ومن بينها الحدود وأبيي، والعلاقات بين الدولتين، وأكد أن كل الخلافات يمكن الاتفاق حولها، قائلاً إنها غير مستحيلة الحل.
إلى ذلك أعلن الجيش السوداني صباح أمس سحب آخر كتيبة للشرطة من منطقة أبيي، وذلك غداة دعوة وجَّهتها الأمم المتحدة بهذا الصدد. وقال المتحدث باسمه الصوارمي خالد سعد "تمت إعادة انتشار ما تبقى من قوات الشرطة البالغ عددها 169 فرداً خارج حدود المنطقة".