يؤسفني فعلا أن تكون هناك قناة محسوبة على التلفزيون السعودي وتمثلنا في هذا الفضاء الفسيح، محط سخرية الكثيرين، حتى إنها أصبحت مضربا للمثل عند استخدام النكت الساخرة، خاصة تلك التي تتعلق بأي مادة تلفزيونية. إنها القناة السعودية الثانية التي طالما دار حولها الجدل بسبب ضعف ما تقدمه للمشاهدين.
ولعلي أتفق مع المتحدث الرسمي بوزارة الثقافة والإعلام عبدالرحمن الهزاع الذي انتقد بعض التغريدات على موقع "تويتر" الأسبوع الماضي، معتبرا "أن السخرية بدون تقديم حلول أو مقترحات هي إساءة لقناة وطنية"!
وأعتقد أن نقد الكثيرين لها كان بناء على مقارنتها بالكثير من القنوات الموجودة حاليا، فالكثير من المواد التلفزيونية فقدناها في هذه القناة كالأفلام والبرامج المشوقة وبرامج المسابقات عالية المستوى، وبرامج الأطفال ونشرات الأخبار المميزة. ولا أعتقد أن بيد المنتقدين أن يفرضوا على مسؤولي القناة أفكارهم أو مقترحاتهم لتطويرها، فهذا الأمر مقتصر على مسؤوليها فقط!
نعم، أتفق مع الهزاع في أن السخرية لن تعالج شيئا، ولكن تظل القناة مسؤولية جهاز التلفزيون وتظل مسؤولية تطوير هذه القناة على عاتق المسؤولين فيه. وأعتقد أن نقد القناة بحد ذاته هو دافع للتطوير والخروج من "مأزق السخرية". والهزاع بنفسه اعترف في تغريدته أن "برامج القناة ضعيفة"، فلماذا كل هذا الغضب؟! أليس من الأجدر بالقناة ومسؤوليها أن يطوروها، وأن تكون هناك دراسة لإعادة هيكلة برامجها والبدء من الصفر؟
لا أعتقد أن المسؤولين عن القناة يجهلون كيف يخرجونها مما تعانيه، خاصة إذا تمعنا في بعض القنوات الناطقة بالإنجليزية في بعض دول الخليج كتلفزيون "ون تي في" الإماراتي الذي يقدم مادة تلفزيونية مشوقة وقادرة على جذب المشاهدين!
في النهاية أعلنت القناة أخيرا أنها ستغطي الحج بأربع لغات مختلفة، وهذا أمر محمود لها، ولكنه لا يكفي، بل إنها ستظل عرضة للنقد دائما إذا ظلت على حالها.