يفتتح وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل غداً الاجتماع الثاني للمجلس الاستشاري لمركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، الذي ستستضيفه جدة، لمناقشة برنامج عمل مركز مكافحة الإرهاب العالمي واستراتيجياته المقبلة.
ويكتسب الاجتماع أهمية سياسية حيوية خاصة في ظل الإفرازات التي عكستها الثورات العربية في بعض البلدان العربية، وامتداد الأمر ليشمل عددا من الدول الأفريقية التي ظهر فيها تنظيم القاعدة، وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور وحيد حمزة هاشم إلى "الوطن" إلى أن اللحظة الراهنة تؤكد أهمية هذا الاجتماع في ظل تزايد نفوذ القاعدة على سبيل المثال في اليمن وامتداد نفوذه وقوته إلى غيرها من الدول الأخرى، وقال هاشم "ذلك الخطر يهدد بلا منازع الاستقرار في المنطقة ككل".
وأشار هاشم إلى دور المملكة البارز في جهود مكافحة الإرهاب خاصة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على كافة المستويات الإقليمية والدولية، وحرصها علي مواجهة هذه الآفة عبر جهود دولية باعتبار أن الإرهاب ظاهرة دولية وليست مرتبطة بدين أو جنس أو لون".
وذكر أن هناك استراتيجيتين لمواجهة الجماعات الإرهابية الأولى الاستراتيجية الميدانية على الأرض بمواجهة تلك التنظيمات "بالعمل العسكري" وقطع كافة الإمدادات اللوجستية عنها، فيما وصف الاستراتيجية الثانية بـ"بالفكرية والتوعوية" عبر الإطارات التعليمية المختلفة، خاصة أن للمملكة جهودا فكرية وتوعوية بارزة توازت مع الحلول الأمنية التي اقتلعت فلول تنظيم القاعدة وأدت إلى فرارها إلى اليمن، مؤكداً على ضرورة الاصطفاف الدولي لمحاربة الإرهاب واجتثاثه من جذوره.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد دعا إلى تنسيق الجهد العالمي لمكافحة الإرهاب، مقدماً شكره للمملكة لمساهمتها في إقامة مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب حيث تبرعت في أبريل 2011 بـ10 ملايين دولار لإنشائه في نيويورك، وقال في اجتماع سابق لمجلس الأمن الدولي منتصف مايو الماضي إنه ممتن للمساهمة التي قدّمتها المملكة لإنشاء مركز لمكافحة الإرهاب، ويحث الجميع على المساهمة في الجهود المبذولة، مضيفا أن الإرهاب هو آفة عالمية تتطلّب استجابة عالمية.
وأشار إلى أن المجتمع الدولي يجب أن يعمل كشخص واحد ضد هذه الآفة، ولهذا السبب يأمل بان من الدول الأعضاء أن تقرر إنشاء منصب منسق الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، من أجل المساعدة على تحسين التنسيق والتعاون بين جميع الأطراف.
وسيعقد على هامش اجتماع المجلس الاستشاري لمركز مكافحة الإرهاب التابع للأمم المتحدة، مؤتمر صحفي لكل من بان كي مون والأمير سعود الفيصل يترأسه كل من رئيس فرقة العمل التابعة لمركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب روبرت أور، ومبعوث المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي.