تكاد مجموعتا إم بي سي وروتانا، أن تكونا أكبر المسيطرين على الساحة الإعلامية العربية المرئية، كل منهما لديه قنوات الفن والموسيقى والأفلام، إضافة إلى قنوات تناقش المواضيع الاجتماعية من خلال طرح جاد.
هذا التنافس والتوسع الدائم في المجموعتين ليس إيجابيا في رفع السقف الصحفي فحسب، بل بما يخلقه من حرص على المهنية والتدريب، إضافة إلى مئات الوظائف التي يتيحها، وهذا ما يفسر شغف الأجيال الجديدة بالشاشة متابعة وعشقا وحضورا.
المجموعتان أتاحتا الفرص لنجوم "اليوتيوب" كذلك، ليأخذوا حيزا من الشاشة ويعكسوا فيه ما قدموه على مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب، لتكون المنافسة في جانب الاستقطاب كذلك، والمستفيد في الأخير هو المشاهد الذي سيجد الخيارات في غالبها جيدة، مبنية على التنافس وإثبات الوجود والمحافظة على كعكة المشاهد والإعلان.
إمبراطوريات الإعلام العربي الأقوى مملوكة بأموال سعودية، وتقودها قيادات سعودية كذلك، وهذا ما يجعلنا نتساءل عن هجرة المبدعين الصحفيين إلى دبي، والمفترض أن تكون المدن الإعلامية التي تبث منها القنوات السعودية الشهيرة على أرض الوطن، في مدينة إعلامية تخلق الإبداع والتنافس، وتتيح المجال للموهوبين من الحلم وتحقيقه على أرض الوطن، بدلا من البحث عن فرص إعلامية في بلدان أخرى.
إم بي سي ورتانا وغيرهما ستكونان عبارة عن روافد في الاقتصاد والمجتمع لو تم التعجيل بإنشاء المدينة الإعلامية، لتكون داعمة للوطن إعلاما واقتصادا.
الإعلام في الخليج بشكل عام، وفي السعودية بشكل خاص، أرض خصبة وهو المستقبل القادم، سيتجه الباحثون عن قبول في كليات الإدارة والهندسة والطب مستقبلا للتفكير بمستقبلهم الإعلامي كذلك، ليكون التخصص في الإعلام هو الطموح في ظل ثورة وطفرة إعلامية تشهدها المملكة. والقادم مذهل وجميل.